في بطنِ بحيرى، وصَدَّق محمد هذا الاعتذارَ الآثم، وسَبَّ الخَمْرَ، ومَنَعَ شُربَ الخمرِ بين أصحابه.
° وبعد موتِ الراهبِ بحيرى، انطلق أتباعُ محمدٍ يَسرقون البلاد، ويقتلون الرجالَ واستمروا في ذلك حتى وفاةِ محمدٍ.
لقد عَرَض "جويوم" الدينَ الإسلاميَ بالتفصيل حَسْبَ إدراكِه الوعي، وخَتَمَ مؤكِّدًا أن المسلمينَ لا يزالون بعيدًا عن رُوح الديانةِ المسيحيةِ الحقَّة.
إذن قصة "جويوم" الطرابلسي كانت أقربَ للحقيقةِ التاريخيةِ عنها من سابقِيهِ الأوربيِّين.
(٨) والكاتبُ الثاني الذي اقتَبَس من المصادرِ العربية مباشرةً هو "بيير باسكاسيو"(١٢٢٨ - ١٣٠٠)، الذي أتى من "غرناطة" بأسبانيا ثم من "جُون" -وكان راهبًا-، وكَتَب معالجاتٍ طويلةً عن مِلَّةِ المحمديِّين .. لقد هجَمَ بنفسِه على بحيرى الذي وَصَفه بالهَرْطقة، وأنه الراهبُ الضال، ومِن خِلاله حكي القصةَ بأسلوبٍ باطل، وهنا قال: إنَّ بحيرى كان راهبًا عالمًا ينغمسُ في الفنونِ التحرريَّة، طَموحًا للشرف، وطامعًا في مجدٍ متوهَّم.
لقد أتى إلى روما، لكنه لم يَحصُلْ على شيءٍ مما كان يَطمعُ فيه، فأصابه الغَضَبُ، وامتلأ كراهيةً ضدَّ البلاط الروماني، وأراد أن يَنتقم لنفسهِ واضعًا الشِّقاقَ بين النصارى، وعندما قَرأ في العهدِ القديم أن المُنحدِرِينَ مِن نسل "هاجر" أم إسماعيلَ ولدِ إبراهيم ليس لهم أيُّ قيمةٍ، ونزوانيُّون وجَشِعون طلاَّبٌ للسلطة المادية، فرَحَل إلى الجزيرة العربية حيث يوجدُ نَسل"هاجر" ولقد وَجَد في الجزيرة العربية شعبًا قد اهتدى حديثًا