للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* الميمونيَّة من الخوارج، أتباع ميمونَ بنَ خالد (أوْ ابن عمران):

° "هؤلاء أتباعُ رجلٍ من الخوارج العجاردة، كان اسمُه "ميمونًا" (١)، وكان على مذهب العَجَاردة من الخوارج، ثم إنه خالَفَ العجاردة في الإرادة والقَدَر والاستطاعة، وقال في هذه الأبواب الثلاثة بقول القَدَريةِ المعتزلة عن الحق، وزعم -مع ذلك- أن أطفالَ المشركين في الجنة.

ولو بَقِيَ ميمونُ هذا على هذه البِدَع التي حكيناها عنه ولم يَزدْ عليها ضلالةً سواها لنسبناه إلى الخوارج؛ لقوله بتكفيرِ عليٍّ وطلحةَ والزبيرِ وعائشةَ وعثمانَ، وقولِه بتكفيرِ أصحابِ الذنوب، وإلي القَدَرية لقوله في باب الإرادة والقَدَر والاستطاعة بأقوال القَدَرية فيها.

ولكنه زاد على القَدَرية وعلى الخوارج، بضلالةٍ اشتقَّها من دينِ المجوس، وذلك أنه أباح نكاحَ بناتِ الأولاد من الأجداد، وبناتِ أولادِ الأخوة والأخوات، وقال: "إنما ذَكَر اللهُ تعالى في تحريم النساءِ بالنسب الأمهاتِ، والبناتِ، والأخواتِ، والعمَّاتِ، والخالاتِ، وبناتِ الأخ، وبناتِ الأخَوَات .. ولم يذكر بناتِ البنات، ولا بناتِ البنين، ولا بناتِ أولادِ الإخوة، ولا بناتِ أولادِ الأخوات".

فإن طَرد قياسه في أمهاتِ الأمهاتِ وأمهاتِ الآباء والأجداد، انمحض في المجوسية، وإن لم يُجِز نكاحَ الجدَّات وقاسَ الجداتِ على الأمهات لزِمه قياسُ بناتِ الأولاد على بنات الصلب.


(١) سمَّاه في "الملل والنحل": "ميمون بن خالد" وسماه السفاريني "ميمون بن عمران" وكذلك في خطط المقريزي (٢/ ٣٥٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>