° وقال عبدُ القاهر:"صُلِبا بـ "سُر مَن رأى" في أيام المعتصم".
أما "المَازيارية"، فهم أتباعُ "مَازِيار بن قارن بن بندار"، ودَخل في الإسلام، وتسمَّى "محمدًا"، وأظهر بعد ذلك دين "المحمَّرة" بجرجان، وكانت فتنتُه قد عَظُمت في ناحية جُرجان، وكان يعتقدُ دينَ الثنَوية والمجوس، وكان يُظهرُ الإسلامَ ويُبطِنُ الكُفر، فكتب المعتصمُ إلى عبدِ الله ابن طاهر بن الحسين يأمرُه بحَربِه في سنة ٢٢٤ هـ بعد أن أظهر العصيان بـ "طَبَرستان"، فكتب المعتصمُ إلى عبد الله بن طاهر بن الحسين يأمره بحربه، فسير إليه عمه الحسنَ بنَ الحسين، فكانت له معه حروبٌ كثيرة، وما زال حتى أسَرَه، وحَمَله إلى "سامرَّا"، فأقرَّ على "الأفشين" أنه حَرَّضه على الخروج والعصيان، وزعم أنهما -هو والأفشين- كانا اجتمعا على مذهبٍ من مذاهبِ الثنوية والمجوس، فضُرب "المازيَّارُ" بالسوط حتى مات بعد أن شُهر، وصُلب إلى جانب بابك، وفيه يقول أبو تمام:
ولقد شَفى الأحشاءَ مِن بُرَحائِها … أن صار بابكُ جارَ مازيارْ
ثانيه في كبدِ السماءِ ولم يكن … لاثنين ثانٍ إذ هما في الغارْ (١)
* الإِمامية الإِثنا عَشْرية الجَعفريَّة، وقولهم باستمرارِ الوحي وعدمِ انقطاعِه بعد موت - صلى الله عليه وسلم -، وتنقُّصهم للأنبياء، وقولهم بتحريف القرآن:
الإماميةُ الإثنا عشرية الجعفرية، هم الرافضة الذين رَفَضوا إمامةَ
الصِّديق والفاروق وذي النورين، وقالوا بتكفيرِ عامةِ الصحابة ما عدا عليًّا
(١) انظر "الفرق بين الفرق" (ص ٢٦٦ - ٢٦٩)، و"العبر" (١/ ٣٨٩).