الكريم - صلى الله عليه وسلم -، لم يُرْضِ ذلك المفكرين الغربيين بالتأكيد؛ لأنهم قَدَّموا لشعوبهم وللعالَم نموذجًا آخَرَ يقومُ على فكرةِ التمايز العِرْقيِّ والعنصري.
يرى الباحث "أليسكي جورافيسكي" أن الكثيرَ من الأيديولوجيين الأوروبيين ركَّزوا على مسألةِ التعارضِ المطلَقِ بين الشرقِ والغرب، فالشعورُ بالعظمةِ والتفوقِ الحضاريِّ قاد الشعوبَ الأوروبيةَ إلى فكرةٍ نمطيةٍ جامدة -كما يقول الباحث-، شَكَّلت التُربةَ المناسبةَ لظهورِ نظرياتٍ تُركَّزُ على التعارضِ التاريخي بين أوروبا وآسيا، وكأنه صراعٌ أزليٌّ لا حلَّ له، وضِمنَ هذا المَنْحَى الأُحاديِّ صُور التاريخُ العالمى كصراعٍ بين الغرب الديناميكي، كتب ساندرسون:"إن الجنسَ الآرِيَّ العظيمَ وحدَه فقط القادرُ على قيادةِ البشرية نحوَ طريقِ الحريةِ الدينية والسياسيةِ والحريةِ الفكرية".
* العجز عن إِيقاف نموِّ الإِسلام:
جاء محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - برسالةٍ سماوية تختلفُ عن المسيحية التي حُرِّفت بعد المسيح عليه السلام، أكَّد محمدٌ أن هذا الدينَ سيبقى ما بَقِيَ الليلُ والنهار، وثَبَتَ صِدقُ ما قال، وأزعَجَ ذلك الغربَ العنصريَّ إزعاجًا شديدًا.
إن من المشكلاتِ الحقيقيةِ التي تُعاني منها الكنيسةُ الأوروبية منذ ظهورِ الإسلام هو عدمُ قدرةِ هذه الكنيسةِ على إيقافِ نموِّ الإسلام، فالإسلامُ ينمو في كل الظروف، ومع كل الضغوط، وتحتَ كل الظروف الاجتماعية المختلفة، وفي كلِّ العصور، وهو بالتأكيد ينمو على حسابِ أنصارِ تلك الكنيسةِ التي تهتمُّ اهتمامًا كبيرًا بالتنصير، ويستهدفُ نفسَ المْجتمعاتِ التي تحاولُ الكنيسةُ السيطرةَ عليها، وتحويلَها إلى دينها.