إننا بطبيعةِ الحال لا نَبغي أن ننالَ من الفقراءِ والمساكين والمسحوقين، فنحن لسنا من أغنياءِ القومِ ولا من السادة، لكننا أردنا فقط أن نُنبِّهَ هؤلاء المأفونين إلى مَدى السُّخفِ والسفالةِ التي ينساقون إليها في العدوانِ على ديننا ورسولِنا وصحابتِه الكرام.
وبالمناسبة فلم يكنِ الصحابةُ جميعًا من الرعاة، بل كان فيهم التجارُ والزُّرَّاعُ والصُّناعُ والعلماءُ والقادةُ العسكريون، وكان منهم الأفرادُ العاديون والرؤساء، وكان منهم العربُ وغيرُ العرب، كما كان فيهم كثيرٌ ممن كانوا هُودًا أو نصارى ثم أسلموا .. وهكذا يستمر هؤلاء الأفَّاكون المجرمون إلى آخِرِ السُّوَر الشيطانيةِ المفتراةِ كذِبًا على الله (١).
* القرَان الأمريكي يلغي فريضة الجهاد:
من أهمِّ الأهدافِ الخبيثة لهذا الكتاب: العملُ على استعبادِ المسلمين، وذلك بإرغامِهم على تركِ الجهادِ في سبيل الله، ودَفع الضرِّ عن أنفسِهم، وتركِهم للسلاح، فيحتلُّ هؤلاء الكفرةُ بلدانَنا ونكون خُدَّامًا مطيعين لهم فيها، وسببُ ذلك خوفُهم من الجهاد، ورغبتُهم في نشرِ ثقافةِ الاستسلام
(١) لقد أخبر الله تعالى في كتابه أن الكافرين قلوبهم تغلي حقدًا وبغضًا على أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الفتح: ٢٩].