ثمانيةَ عَشَرَ ألفًا من عَرَبِ الجَبَل الأخضرِ عن أوطانهم، وأماتوهم جوعًا، وأخذوا أطفالَهم قهرًا إلى إيطاليا لتنصيرهم، وقد قاموا بفظائعَ تقشعرُّ لها الأبدان وتَشيبُ لهولها الوِلدان، إذ حملوا الشيخ "سعد" شيخَ قبيلةِ "الفوائد" وخمسةَ عَشَرَ شيخاً من رِفاقه بالطيارات وقذفوهم من الجوِّ على مشهدٍ من أهلهم، حتى إذا وَصل أحدُهم إلى الأرض وتَقطَّع إرَبًا صَفَّق الطليان طَرَبًا ونادوا العرب قائلين:"ليأتِ محمدٌ -هذا نبيكُّم البدويُّ الذي أمركم بالجهاد- ويُنقِذْكم من أيدينا"!!.
* شهاداتُ المرافِقين للجيشِ الإِيطالي على فظائعهم (١):
١ - شهادة "فرانز ماكولا" الإنجليزي:
"أَبيتُ البقاءَ مع جيشٍ لا همَّ له إلاَّ ارتكابُ جرائمِ القتل، وإنَّ ما رأيتُه من المذابح وتركِ النساءِ المريضاتِ العربياتِ وأولادِهن يُعالِجُون سَكَراتِ الموت على قارعةِ الطريق: جَعَلني أكتبُ للجنرال "كانيفا" كتابًا شديدَ اللهجة، قلتُ له: إني أرفضُ البقاءَ مع جيشٍ لا أَعُدُّه جيشًا، بل عصابةً من قُطَّاع الطُّرُقِ والقَتَلة".
٢ - شهادة الكاتب الألماني "فون غوتبرغ":
"إنه لم يَفعل جيشٌ بِعَدُوِّه من أنواع الغَدرِ والخيانةِ ما فعله الطليانُ في "طرابلس"، فقد كان الجنرال "كانيفا" يستهينُ بكلِّ قانونٍ حربيٍّ، ويأمرُ بقتل جميع الأسرى -سواءٌ أقبُض عليهم في الحرب أو في بيوتهم-، وفي "سيراكوز" الآن كثير من الأسرى الذين لم يؤسَرْ واحدٌ منهم في الحرب،