أرأيتَ لو أنَّ رجلاً شَتَم جارَك، ثم جاء ليعتذرَ إليك، هل من حقِّك أن تقبلَ عُذرَه؟ أم تقول له: هذا جاري دونَك، فاعتذرْ منه؟ فحقُّ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - أجلُّ وأعظم.
ومِن هذه المزالق دعوى بعضِهم أن الجهادَ في الإسلام للدفاع عن النفس، لِيدفعَ تهمةَ انتشارِ الإسلام بالسيف، ونَسِي أن التاريخَ الإسلاميَّ مَلِيءٌ بالفتوحات الإسلامية.
فهؤلاء وأولئك هم الذين جرَّؤه، وسيُجَرِّؤن غيرَه على الإساءةِ للإسلام ونبيِّ الإسلام.
° ولهؤلاء أقول: إنْ كان الدفاعُ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - يتطلَّبُ منكم كلَّ ذلك، فلا حاجة إليه، واللهُ حافظٌ دينَه وكافٍ نبيَّه - صلى الله عليه وسلم -، {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ}". اهـ.
* "لا تطالبِوا البابا بالاعتذار":
° قال د. محمد بن إبراهيم السعيدي، رئيس قسم الدراسات الإسلامية بكليَّة المعلِّمين بمكةَ: "ضَجَّ العالَمُ الإسلاميُّ -كما ينبغي له- جَرَّاءَ افتراءاتِ البابا من حينِ تَلقَّتها عنه وسائلُ الإعلام، ووقَف المفكِّرون الإسلاميون -كما ينبغي لهم أن يَقفِوا- حيالَ مِثل هذه الافتراءات، وأدَّت الحكوماتُ الإسلاميةُ بعضَ ما ينبغي عليها في مِثل هذه المواقف.
إلاَّ أننا وجدنا أبرزَ ما طُولبِ به رأسُ الكنيسة الكاثوليكية من أكثرِ القياداتِ الفكريةِ في العالَم الإسلامي وأكبرِها: أن يَعتذرَ عمَّا بَدَرَ منه، ولكنَّ أحدًا لم يقل: كيف يريدُ من البابا أن يعتذر؟.