محاولةٍ منه لاستتبابِ المَشْرَع بمعجزاتٍ جديدة كان يجمعُ الشعبَ في المَيدانِ العام ليكونَ شاهدًا على أن رُوحَ الله يَنزلُ عليه، وبينما هو منساقٌ في اختراع الأقاصيصِ الجديدة، كانت هناك حَمامة مدرَّبةٌ تطيرُ من مكانٍ، ما قُربَ مَنكِبَيهِ، وتَلتقطُ الحَبَّ الذي كان يَضعُه لها في فتحةِ أُذنه، مُوهِمًا العربَ بذلك أنها كانت تُملِي عليه إرادةَ الله وكلماتِ شريعته".
هل يُمكنُ أن يُصدقَ إنسانٌ عاقلٌ مِثلَ هذه الخرافات؟! ولكن ما حَدَثَ أن كثيرًا من الأوربيين صَدَّقوها ضِمنَ الحَملةِ على الإسلام وكتابِه ونبيِّه .. وفي كتاب الدكتورة "زينب عبد العزيز" مئاتٌ من النصوص والإشاراتِ إلى كُتبٍ ومراجعَ من هذا النوع منذ القرنِ السادس الميلادي حتى اليوم .. وحتى "اللورد كرومر" في كتابه "مصر الحديثة" سنة ١٩٠٨ قال: "إنَّ القرآنَ هو المسؤول عن تأخُّر مصرَ في مِضمارِ الحضارةِ الحديثة" .. وذلك ما اتَّبعه المستشرقُ الفرنسيُّ الشهورُ "جاك بيرك" في ترجمتِه للقرآن التي صَدَرت عام ١٩٩٠ م.
* جان بيرك:
والحقيقةُ أن ما جاء في دراسة الدكتورة "زينب عبد العزيز" لترجمة "جاك بيرك" لمعاني القرآن إلى الفرنسية يُعتبر مفاجأةً للعرب وللمسلمين؛ لأن "جاك بيرك" معروفٌ عند الباحثين العربِ والمسلمين بأنه مُنصِفٌ للعرب وللمسلمين، حتى إنه حَصَل على عُضوية مَجْمَع اللغةِ العربية في مصر، وهذه الترجمةُ استغرقت ما يَزيدُ على عَشْرِ سنواتٍ -على حدِّ قوله-، وهو يقول: "إنه أقدَمَ على ترجمةِ معاني القرآن لأنه لاحَظَ أن كثيرًا من