للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

° قال الحافظ ابن كثير: "قلت: كان هذان الرجلان (١) من شرِّ عباد الله، وأكثرِهم كفرًا وعنادًا، وبغْيًا وحسدًا، وهجاءً للإِسلام، وأهله لعنهما الله، وقد فعل" (٢).

* عتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة -لعنهم الله-:

° عن أبي ذرٍّ - رضي الله عنه - قال: "نَزَلت {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} [الحج: ١٩]، في سِتةٍ من قريش: عليٍّ وحمزةَ وعُبيدةَ بن الحارث، وشَيبةَ بنِ ربيعة وعتبة بنِ ربيعة والوليد بن عتبة" (٣).

* وقال تعالى: {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ} [الزخرف: ٣١].

° قال مجاهد: "عتبة بنُ ربيعة من مكة، وابن عَبد ياليلَ الثقفي من


(١) هما عقبة والنضر.
(٢) "البداية والنهاية" (٥/ ١٨٩).
(٣) أخرجه البخاري (٨/ ٢٩٨)، وفي "التفسير" (١٠/ ٥٩)، ومسلم (١٨/ ١٦٦)، وابن ماجه رقم (٢٨٣٥)، والطالسي (٢/ ٢١)، وابن سعد (٢/ ١٠)، وابن جرير (١٧/ ١٣١). وليس في الحديث اضطراب انظر مقدمة "الفتح" (٢/ ١٣٢)، و"فتح البارى" (١٠/ ٥٩،٦٠) وهذا الحديث مما انتقده الدارقطني على البخاري وذهب إلى اضطراب الحديث؛ لأن أبا مجلز تارة يُحدِّث به عن أبي ذر، وتارة يحدِّث به من قوله.
قال النووي (١٨/ ١٦٦): "لا يلزم من هذا ضعف الحديث واضطرابه؛ لأن قَيسًا سمعه من أبي ذر كما رواه مسلم هنا فرواه عنه وسمع من عليَّ بعضه وأضاف إليه قيس ما سمعه من أبي ذر، وأفتى به أبو مجلز تارة، ولم يقل: إنه من كلام نفسه ورأيه، وقد عملت الصحابة رضوان الله عليهم ومَن بعدهم بمثل هذا فيفتي الإنسان منهم بمعنى الحديث عند الحاجة إلى الفتوى دون الرواية ولا يرفعه، فإذا كان وقت آخر وقصد الرواية رفعه، وذكر لفظه، وليس في هذا اضطراب. والله أعلم اهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>