للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولأن المستشرقين يَدَّعون أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - هو مؤلِّفُ القرآن، فهم يَرَون أنه لابدَّ أن يكونَ مُتقنًا للقراءة والكتابة، ولذلك جاءت قريحةُ "رودي بارت" بترجمةِ كلمة "الأمي" إلى كلمة "الوثني" أو "الكافر"، وهكذا يُحرِّفون الكَلِمَ في مواضِعه، كذلك فعل "رودي بارت" بلفظ "الجهاد" الذي يُعرفه الجُرجانيُّ في كتابه "التعريفات"، فيقول: "الجهاد هو الدعاءُ إلى الدين الحق"، إلاَّ أن الأوربيين ما زالوا مُصممين على أن الجهادَ يَعني "الحربَ المقدَّسةَ ضدَّ غيرِ المسلمين"، وحتى "رودي بارت" -الذي يُعتبر أكثَرَ المترجمين دِقَّةً- ترجَمَ لفظَ "الجهاد" إلى لفظ "الحرب" .. وهكذا، فإن الترجمةَ التي تُعتبرُ أفضلَ ترجمةٍ لمعاني القرآن تتضمَّنُ طَعنًا في الإسلام، وتُشكِّكُ في قواعِدِه وأصوله (١).

* الفيلسوف الفرنسي بونودي كونديلاك:

° قال الفيلسوف الفرنسي "بونودي كونديلاك" في كتابه "التاريخ الحديث" عن نزولِ القرآن على الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "لقد كَوَّن مشروعَه بمحض الصدفة، وسانَدَه بفضل جُرأةِ احتياله، واستطاع أن يُتِمَّه لأنَّ الظروفَ ساعَدَتْه على ذلك، فقد كان مصابًا بالصَّرَع، وذاتَ يوم فاجأَته زوجتُه "كاديج" في إحدى النَّوبات، وتَخيَّلت أنه في حالةِ وَجْدٍ .. واستَغلَّ محمدٌ سذاجتَها، وأكَّد لها أنه يَرى الرؤيا، وأن اللهَ يُحدثه خلالَها عن طريقِ الملاك "جيريل"، وقامت "كاديج" بنَقل ذلك إلى نساءٍ أُخرَيَاتٍ مُعلِنةً أن زوْجَها نبيٌّ، وانتَشَر الخَبَرُ، وتراكمت النبوءاتُ مع تراكُم الكلام وتزايُدِه، فقامت


(١) المصدر السابق (ص ٣٣٤ - ٣٣٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>