التي نشرت عام ١٩٤٩، واطَّلع اطلاعًا وافيًا على "تفسير الطبري" في أجزائِهِ الثلاثين المطبوع في القاهرة عام ١٩٠٣، في عشرةِ مجلَّدات، وعلى "تفسير الزمخشري" في أربعةِ مجلدات الصادر في القاهرة عام ١٩٥٣، وكذلك رَجَع في بعضِ المواضع إلى "تفسير البيضاوي"، في مجلَّدين طبعة "ليبزج" سنة ١٨٤٦، وأنه في منتهي الحِرص والحذرِ وهو يرجعُ إلى هذه الكتب، على عكسِ المترجِمين الآخَرِين الذين نَقَلوا بعضَ التفسيرات الغامضة، وأنه كان على وعي بضرورةِ ترجمةِ النصِّ بمعناه الذي أَخبَرَ به محمد - صلى الله عليه وسلم -، كما أنه حَرِص على تفسيرِ القرآن بالاستعانةِ بالقرآن ذاتِه، ومع ذلك فإنه يعترفُ بأنه وَقَع في بعضِ الأخطاء في ترجمتِه لمعاني القرآن.
° ويُعلِّق "ثابت عيد" على ذلك بأن "رودي بارت" عبقري، ولكن ماذا تنفعُنا عبقريته إذا كان لا يؤمنُ أصلاً بصحَّةِ ما يُترجِمُه، وإذا كان همُّه الأكبرُ إثبات أن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - سَرَق هذا وذاك من النصاري واليهود، وإذا كان يتعاملُ مع القرآن كما يتعاملُ مع أيِّ نصٍّ أدبى، وقد ظَهَر ما يُخفيه في ضميره دون أن يَدري حين قال:"إن السورة الثانية "البقرة" تتحدَّثُ في الآيات من ٦٧ حتى ٧٣ عن ذبح بقرة، ويبدو أن الآيات من ٦٧ حتى ٧١ مطابقة تمامًا لِمَا ورد في التوراة".
ولا يَملِك الإنسانُ إلاَّ أن يتفقَ مع ما توصَّل إليه "ثابت عيد" من أن ترجمةَ معاني القرآن إلى اللغاتِ الأجنبية يستحيلُ على غيرِ المسلمين أن يقوموا بها بدقَّة .. ولقد أخطأ "رودي بارت" في ترجمة "النبي الأمي"،