للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تدري ما تقول فيها، كم تكتبُ -ويلك- إلى الناس: "تباركُ ذو النور الشعشعاني"؟! ما أحوجَك إلى أدب! وأمر به فصلب، ووُجد في كتبه:

"إني مُغرِقُ قوم نوح، ومُهلِك عادٍ وثمود".

° وكان يقول للواحد من أصحابه: "أنت نوح"، ولآخر: "أنت موسى"، ولآخر: "أنت محمد".

° قال ابن عقيل: "قد قتل بإجماع فقهاء عصره، فأصابوا، وأخطأ هو وحده".

* صِفَةُ مَقْتَلِ الْحَلاَّجِ:

° قال الخطيبُ البغدادي: "كان الحلاج قد قَدِمَ آخِرَ قَدْمةٍ إلى بغداد، فصَحِبَ الصوفيةَ وانتسب إليهم، وكان الوزير إذ ذاك "حامدَ بن العباس"، فبَلَغه أن الحلاجَ قد أضلَّ خلقًا مِن الحَشَم والحجَّاب في دارِ السلطان، ومِن غلمانِ "نصر القشوري" الحاجب، وجعل لهم في جُملةِ ما ادعاه أنه يحيي الموتى، وأن الجنَّ يَخدِمونه، ويحضِرون له ما شاء، وقال: إنه أحيا عدةً من الطير، وسُلِّمِ إلى الوزير حامد بن العباس، فحَبَسه في قيودٍ كثيرة في رِجليه، وجَمع له الفقهاء، فأجمعوا على كُفره وزندقته، وأنه ساحر مُمَخْرِق.

ولما كان آخرُ مجلس، أَحضر الوزير حامدُ بنُ العباس القاضي أبا عمر محمدَ بنَ يوسف وجِيء بالحلاج، وقد أَحضر له كتابًا من دُورِ بعض أصحابه، وفيه: "ومَن أراد الحج، ولم يتيسر له، فلْيَبْنِ في داره بيتًا، لا ينالُه شيءٌ من النجاسة، ولا يُمَكِّنْ أحدًا من دخوله، فإذا كان في أيام

<<  <  ج: ص:  >  >>