وأئمتهم؛ فإنه إن كان ذكيًّا فإنه يَعرِف كَذِبَ نفسِه فيما قاله، وإن كان معتقِدًا لهذا باطنًا وظاهرًا فهو أكفرُ من النصارى، فمن لم يكفِّرْ هؤلاء، وجَعل لكلامهم تأويلاً كان عن تكفيرِ النصارى بالتثليث والاتحاد أبعدَ .. والله أعلم" (١).
° ومذهب ابنِ عربيٍّ له أصلان:
أولهما: أن المعدومَ شيءٌ ثابتٌ في العدم.
الثاني: أن وجودَ الأعيانِ نفس وجودِ الحقِّ.
* بعضُ ألفاظ ابن عربيٍّ التي تُبيِّنُ مذهبَه الذي قد لا يَفهمُه أكثرُ الناس:
° قال في "فصِّ يوسف" -بعد أن جَعل العالَم بالنسبة إلى الله كظِلِّ الشخص، وتناقَضَ في التشبيه-: "فكلُّ ما تُدرِكه فهو وجودُ الحقِّ في أعيانِ الممكِنات، فمن حيث هُوِيةِ الحقِّ هو وجوده، ومِن حيث اختلافِ الصُّور فيه هو أعيانُ الممكنات، فكما لا يزول عنه باختلافِ الصور اسم "الظل"، كذلك لا يَزول عنه باختلافِ الصور اسم "العالَم" أو اسم "سوى الحق"، فمن حيث أَحَدِيَّةِ كونِه ظلاًّ هو الحقُّ؛ لأنه الواحد الأحد، ومِن حيث كثرةِ الصُّور هو العالَم، فتفطَّن وتحققْ ما أوضحناه لك.
وإذا كان الأمرُ على ما ذكرتُه لك: فالعالَم متوَّهمٌ ما له وجودٌ حقيقي، وهذا معنى الخيال أي: خُيِّل لك أنه أمرٌ زائدٌ قائم بنفسه، خارجٌ عن الوجود الحق، وليس كذلك في نفسِ الأمر؛ ألَا تراه في الحسِّ متَّصلاً بالشخص الذي امتدَّ عنه، يستحيل عليه الانفكاكُ عن ذلك الاتصال؛ لأنه