متوجِّعًا:"لكنَّ حمزةَ لا بواكي له"، فعندئذ بَكَتْه الباكياتُ أشدَّ البكاء.
* الردُّ على كتاب "فترة التكوين":
يُشير المؤلِّفُ إلى أنَّ خليل عبد الكريم لم يكن سِوى مجردِ محامٍ مغمور، حتى شَرَعت بعضُ الصحفِ اليسارية تنشرُ له المقالاتِ والأحاديث التي تَلمِزُ القِيَمَ الإِسلاميةَ مِن طَرْفٍ خَفيٍّ، ولم يكن له إسهامٌ في مجالِ الفِكرِ والكتابة، إلى أن ظَهَر فجأةً بعد أن أصبحَ شيخًّا كبيرًا؛ حيث لم يكن لمقالاتهِ قيمة كبيرة في أسلوبها ومضمونها وبنائِها الفِكريِّ، ثم انقلب الحالُ فجأةً، وصدرت كُتبٌ أسلوبُها مختلفٌ تمامًا، ومخدومةٌ من ناحية المصادر.
ويَرصُدُ المؤلِّفُ مفارقةً شكليةً هي: أن كُتبَ عبد الكريم يجتمعُ فيها غَريبُ الألفاظِ والصِّيَغ، مع الجهلِ بأصولِ النحوِ والصرف، مستنتِجًا أن هناك أكثرَ مِن يدٍ تشتركُ في تأليفِ هذه الكتب، وبالنسبة لكتاب "فترة التكوين" فإنه يستبعدُ أن يكونَ مؤلِّفُه مسلِمًا؛ إذ فيه من الإساءةِ الجارحةِ للنبي - صلى الله عليه وسلم -، ومن التفسيرات العجيبةِ لنبوَّته ما لا يمكن صُدورُه إلَّا من مبشِّرٍ مُتعصِّبٍ مَطموسِ البَصَرِ والبصيرة، وهو ما يَعرِضُ الأدلةَ عليه في الصفحاتِ التاليةِ للكتاب.
وُيعطِي بعضَ الأدلةِ على استخدامِ الكلماتِ الغريبةِ مثل كلمة "اليعسوب" التي من معانيها في الاستعمالاتِ المَطمورة في طَيَّات المعاجم "الرئيس الكبير"، وتُستعملُ الآنَ في عِلمِ الأحياء عند الحديث عن النَّحلِ وعَسَلِه، فتَعنِي "مَلِكةَ النحل" والكلمةُ هي في الواقع للأنثى لا للذكر، لكنْ صاحبُ كتاب "فترة التكوين" لَقَّبَ بها ورقةَ بنَ نوفل؛ لأنه -حَسْبَ إفكِه-