طَرَفُ النَّقيض لتلك الحضارة العظيمة طبعًا هو الإسلام، فتهجَّمت على الإسلام والمسلمين والرسول - صلى الله عليه وسلم - " (١).
* التطاولُ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالرسوم الكاريكاتيرية في الدانمارك:
تعود قصةُ الرسومِ الكاريكاتيرية إلى مؤلفِ كتب أطفالِ دانماركي يُدعى kaara Bluitgen، أراد أن يُزيَّن كتابًا وضعه للأطفال عن خاتم الأنبياء - صلى الله عليه وسلم - بصورٍ لشخصيةِ بَطَل كتابه، ولكنَّ المؤلفَ لم يجد بين الرسَّامين مَن قَبِل الفكرة، فكان أن أُقيمت مسابقة شارك فيها ١٢ رسَّامًا، وتَبنَت صحيفةُ "جيلاندر بوستن" الدانماركية اليوميةُ نَشرَ رسوماتهم المسيئة إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - في ٣٠ سبتمبر ٢٠٠٥ م، حيث صوَّرته - صلى الله عليه وسلم -. في أشكالٍ مختلفة، من بينها رَسم لوجهٍ غير مُحبَّبٍ للنبى الكريم - صلى الله عليه وسلم -، وعلى رأسه عمامةٌ مزخرفة بالشهادة، وتظهر قنبلةٌ يدويةٌ مغروسةٌ في ثنايا هذه العمامة، ولقد صنعوا ذلك في حَملةٍ صحيفةٍ منظَّمةٍ لمواجهة ما أسمَوه "الخوف من نقد الإسلام"، وانتَقلت الصور إلى شبكةِ "الإنترنت" فيما بعد.
وعندما استفزَّت هذه الرسومُ سُفراءَ ١١ دولة إسلامية -من بينها مصر وتركيا وباكستان وفلسطين والبوسنة وأندونيسيا- طالبوا في رسائل بعثوا بها إلى رئيسِ الوزراء الدانماركي "أندرس فوراسموسن" باعتذارٍ رسميٍّ من الصحيفة، وطلبوا مقابلةَ رئيسِ الوزراء، فرفض مقابلتَهم قائلاً: "إنَّ ما
(١) "الإسلام والغرب افتراءات لها تاريخ" (ص ٤٦)، وانظر جريدة "العربي" العدد (١٥٠٠) مقال محمد حسين هيكل (ص ٢٠) (٣/ ١٢/ ٢٠٠٦) "صراع الحضارات" حيث قال: "فإن ذات الطرف رسم خنزيرًا وكتب عليه اسم الرسول الأعز الأكرم".