مستشرقٌ إنجيلزي، ترجم القرآنَ إلى الإنجليزية، ونُشرت الترجمةُ في لندن عام ١٧٣٤ م، وقد اشتملت على حواشٍ وشروح ومقدِّمةٍ مُسهَبَةٍ عن الدين الإسلاميِّ تَضمَنتِ الكثيرَ من الإفك واللغوِ والتجريح، ووَصَف الرسولَ - صلى الله عليه وسلم - والنظرَ إليه على أنه مُضلِّل (١).
ويَرى هذا الدَّجالُ أن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - لم يكن واحداً من أمثالِ جبابرة الملحِدين -كما يتصوَّرة المسيحيُّون عادةً-، والضرر الذي ألحقه محمدٌ بالمسيحية يُنسَبُ إلى جَهلِه أكثرَ مما يُنسَب إلى خُبثه!!.
° يقول الدكتور محمود حمدي زقزوق:"يَزعُمُ المستشرقون واللاهوتيون أن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - لم يَعرِفِ التعاليمَ "الصحيحة" للمسيحية، وبَنَى معارضتَه للتعاليم المسيحية على ما عَرَفه من صورةٍ زائفةٍ كانت شاسعةً حينذاك، ويُعبِّرُ مستشرقٌ معاصر هو "رُودي بارت" عن ذلك بقوله: لقد كانت معلوماتُ الناس عن المسيحية في مكةَ في العصر الذي عاش فيه محمدٌ معلوماتٍ محدودةً وناقصةً، ولم يكن المسيحيون العَربُ يَسلُكون النَّهْجَ الصحيحَ في معتقداتهم، وكانت تَرُوج هناك آراءُ بِدعيَّةٌ منحرفةٌ، ولولا ذلك -كما يزعمُ "بارت"- لَمَا كان محمدٌ على علم بأمثالِ تلك الآراءِ التي تنكِر صَلْبَ المسيح، وتَذهبُ إلى أن نَظريةَ "التثليث" لا تَعني الآب والابن وروح القدس، وإنما تَعني اللهَ وعيسي ومريم إلخ (راجع كتابنا: "الإسلام في الفكر الغربي" (٦٧) وما بعدها).