الباطن، فهو الذي يَبيتُ عند ربه يُطعمُه ويَسقيه .. وفُتحت له أقطارُ السماوات، فتجاوز طِباقَها طَبَقًا بعد طبق إلى سِدْرَةِ المنتهى، فُتحت له أبوابُ الجِنانِ فرأى ما فيها {مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى}[النجم: ١٧].
° قال ابن القيم -رحمه الله-: "ما جَمَع اللهُ سبحانه لرسوله في آيةِ الفتح من أنواع العطايا، وذلك خَمسةُ أشياء:
أحدها: الفتحُ المبين.
والثاني: مغفرةُ ما تقدَّم من ذنبه وما تأخر.
والثالث: هدايتُه الصراطَ المستقيم.
والرابع: إتمامُ نعمته عليه.
والخامس: إعطاءُ النصر العزيز .. وجَمَع سبحانه له بين الهُدى والنصر؛ لأن هذيْن الأصلَيْن بهما كمالُ السعادة والفلاح، فإن الهدى هو العلم بالله ودينه، والعملُ بمرضاته وطاعته، فهو العلمُ النافع والعملُ الصالح، والنصرُ والقُدرةُ التامة على تنفيذ دينه.
فالحُجةُ والبيانُ والسيفُ والسِّنان، فهو النصرُ بالحجة واليد، وقَهَر قلوبَ المخالفين له بالحجة، وقَهَر أبدانهم باليد" (١).