للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَرح بالفتح المبين، وفَرح بالمغفرة الشاملة، وفَرح بالنعمة التامة، وفَرح بالهداية إلى صراط الله المستقيم، وفَرح بالنصر العزيز الكريم، وفَرح برضى الله عن المؤمنين ووَصْفِهم ذلك الوصفَ الجميل.

* والفتوحات على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كثيرة:

فُتحت لك القلوب فغَرَسْتَ فيها الإيمان، فُتِحت لك الضمائر فبَنَيْتَ فيها الفضيلة، فُتحت لك الصُّدور فرفَعْتَ فيها الحقَّ، فتحت لك البلدانُ فنشرت بها الهُدى، وفتحنا لك كنزَ المعرفة، وديوانَ العِلم، ومستودعَ التوفيق، وفتحنا بدعوتك القلوبَ الغلْفَ، والعيونَ العُمْيَ، والآذانَ الصمَّ.

فتحنا لك، فتدَّفقَ العلمُ النافعُ من لسانك، وفاض الهُدَى المبارَكُ من قلبك، وسَحَّ الجُودُ من يمينك.

وفتحنا لك، فحزْت الغنائمَ وقَسَمْتَها، وجَمَعْتَ الأرزاق ووزَّعْتَها، وحَصُلْتَ على الأموال وأنفقتَها.

وفتحنا لك بابَ العلم -وأنت الأُمِّيُّ الذي ما قرأ وكَتَب-، فصار العلماء يَنْهَلون من بحارِ عِلمك ..

قَطَفَ الرجالُ القولَ قبل نباتِه … وقطفتَ أنت القول لَمَّا نوَّرَا

وفتحنا عليك الخيرَ، فوَصَلْتَ القريبَ، وأعطيتَ البعيد، وأشبعتَ الجائع، وكَسَوْتَ العاري، وواسيْتَ المسكين، وأغنيْتَ الفقيرَ برِزقِ مولاك.

فُتِحت له القِلاعُ والمُدن والقرى، فهَيْمَنَ دينه، وارتفعت رايتُه، وانتَصرت دولتُه، فهو مفتوح عليه في كلِّ خيرٍ وبرٍّ وإحسانٍ ونصرٍ وتوفيق.

فُتِحت له فتوحُ العبارة، وأُعطي جوامعَ الكَلِم، وفتوحَ الحلاوة في

<<  <  ج: ص:  >  >>