الفضيلة، فلذا بُعث عيسى مخلوقًا روحيًّا، فجاء عيسى بحَلٍّ عجيبٍ، ليس من صُنعِ العقل البشري، جاء يقول للناس:"لا يَلزمُكم مِزوَدٌ للطريق، ولا اقتناءُ ثوبينِ ولا عصًا"، وجاء يُزهِّذ الناسَ في الغِنى، بل يُنفِّرُهم منه، فقال لهم:"لا يدخلُ غنيٌّ إلى ملكوتِ السموات".
ونبوة محمدٍ جاءت لتعالجَ كلَّ جوانبِ الحياةِ العموميةِ جميعًا، ومما لا ريبَ فيه أن دعوةَ محمدٍ قد زَلزلت أركانَ الدنيا، وقد استَولت على القِسم المُهمِّ منها".
* المسيو صموئيل مارغوليوث الإِنكليزي:
° مستشرقٌ إنكليزي، وُلد عام ١٨٦٨، وتوفِّي ١٩٤٠، عضوُ المَجمع العِلمي في دمشق، نَشر "مُعجمَ الأدباءِ" لياقوت الحموي، و"الأنساب " للسمعاني، و"رسائل المَعري" بترجمةٍ إنكليزية، دُعي لحفلةٍ ميلاديةٍ في دمشق عام ١٩٢٧ قال فيها: "إن يومَ ميلادِ محمد لَيومٌ عظيمٌ على العالَم -لا على العرب فقط-؛ لأنه لم يُولَدْ إلاَّ لأمر عظيم، ألَا وهو رسالتُه التي بَلَّغها للعالَم، فاعتنقها قوم وتركها آخرون، وهي طافحةٌ بالحضارةِ والتعاليم التي تَخدُم البشريةَ وتُوليها زِمامَ الحياة، ولكنها رسالةٌ أَخذت بها أُمةٌ جَهِلت ما فيها، وخير ما فيها طابعُ صلاحيةِ البقاء مع الزمن مهما طال وامتد".
* السير موير الإِنجليزي:
° قال في كتابه "تاريخ محمد" (ص ٢٠) المطبوع عام ١٩١٢: "إن محمدًا -نبي المسلمين- لُقِّب "بالأمين" منذ الصغر بإجماع أهل بلده لشرفِ