للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مرتبة النبوة" (١).

تاسعًا: مفهوم "النُّبُوَّة التبليغيَّة" وتعريفُها ينطبقُ تمامًا على الأئمة -بزعمهم-:

يتبيَّن لنا فيما تقدَّم أن الإِمامية يُثبتون الوحيَ للإِمام المتمثِّل بتكليم جبريلَ له وإملائه عليه قرآنًا وإخبارِه له بأخبار السماء صباحًا ومساءً (٢)، بما يجعله في مصافِّ الأنبياء لتحقُّقِ مفهوم النبوَّة فيه، دون أدنى فَرقٍ معقول، وهذا التحقُّق يتأكَّدُ أكثرَ من خلال طرحهم مَفهومَين للنبوة.

وهما النبوة التشريعية والتبليغية على ما صَرَّحَ به آيتهم العظمى "جعفر سبحاني" (٣) والذي عرَّفهما بقوله:

١ - النبوة التشريعية: هي أن يُبعث النبيُّ بشريعةٍ جديدةٍ وكتابٍ جديد، وهذه قد انحصرت في خمسةٍ ذُكرت أسماؤهم في القرآن الكريم.

٢ - النبوة التبليغية: هي أن يُبعث النبيُّ لغايةِ الدعوةِ والإرشاد إلى أحكامٍ وقوانينَ سَنَّها الله تعالى على لسان نبيِّه المتقدِّم، وهم الأكثرية من


(١) "الكافي" للكليني (١/ ٢٧٣).
(٢) قال علاَّمتهم محمد جميل حمود مثبتًا الوحي للإمام بالإضافة لما تقدم في كتابه "الفوائد البهية" (٢/ ١٠٢): "فنزول جبرائيل - عليه السلام - والملائكة المقربين على نبينا محمد وعترته الطاهرة .. وعليه فوساطة جبريل أو روح القدس في علمهم في هذه النشأة"، وقال عن الوحي الذي ينزل على الرسل وأولي العزم (٢/ ١٠٧): "وهذا القسم من الوحي يشمل العترة الطاهرة أيضًا لقوله تعالى: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ} [الأنبياء: ٧٣].
(٣) وذلك في، كتابه "مفاهيم القرآن" (٣/ ٢١٧ - ٢١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>