للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المدح في البَيْن، كما لا يَخفى على مَن سَلِمَتْ عَينُ قلبِه من الغَين" (١).

* بقيَّةُ رَدِّ العلماءِ على قِصَّة "الغرانيق":

° قال الفخرُ الرازي في "تفسيره": "رُوي عن محمدِ بنِ إسحاقَ بن خزيمةَ أنه سُئِل عن هذه القصةِ؟ فقال: "هذا من وَضع الزَّنَادقة"، وصنَّف فيه كتابًا.

° وقال الإمامُ أبو بكر أحمدُ بنُ الحُسين البيهقيُّ: "هذه القصةُ غيرُ ثابتةٍ من جهةِ النقل".

ثم أخذ يتكلَّمُ في أنَّ رُواةَ هذه القصةِ مطعونٌ فيهم، وأيضًا فقد رَوى البخاريُّ في "صحيحه": "أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ سورةَ "النجم"، وسجد وسَجَد فيها المسلمون والمشركون، والإِنسُ والجنُّ"، وليس فيه حديثُ الغرانيق، ورَوى هذا الحديثَ من طرُقٍ كثيرةٍ، وليس فيها ألبتَّةَ حديثُ الغرانيق" (٢).

° وقال القاضي أبو بكر بن العربي في تفسيره "أحكام القرآن":

"اعلموا -أنار اللهُ أفئدتَكم بنورِ هداه، ويسَّر لكم مَقصِدَ التوحيد ومَغزاه- أن الهُدى هُدى الله، فسبحانَ مَن يتفضَّلُ به على مَن يشاء، ويَصرِفُه عمَّن يشاء، وقد بيَّنَّا معنَى هذه الآية في "فضلِ تنبيه الغبيِّ على مِقدارِ النبيِّ" بما نرجو به عند الله الجزاءَ الأوفى في مقامِ الزلفى، ونحن الآن نجلُو بتلك الفصولِ الغَمَاءَ، ونُرقِّيكم بها عن حَضيضِ الدهماءِ إلى بِقاعِ العلماءِ في عشرِ مقامات.


(١) "نصب المجانيق" (ص ٦٨ - ٧٠).
(٢) "مفاتيح الغيب" للرازي (ص ٦/ ١٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>