للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

° وصَدَق القائل: "إنَّ الحيَّ لا تُؤمَنُ عليه الفِتنة، فعليكم بالعتيق" (١).

* العقيد معمَّر محمد عبد السلام أبو منيار القذافي، وإِنكارُه للسُّنة، وتصدِّي العلماءِ له، وعلى رأسهم شيخ الإِسلام عبد العزيز بن باز - رحمه الله -:

° في ٣/ ٧/ ١٩٧٨ م عُقدت في طرابلس "ليبيا" ندوةٌ علميةٌ حول منزلة السُّنَّةِ النبويَّةِ من القرآن الكريم، شارَكَ فيها عددٌ من مفكِّري البلادِ الإِسلامية، تحدَّث فيها الرئيسُ "معمَّر القذافي"، مُركِّزًا على التناقضاتِ التي ادَّعاها في الأحاديثِ النبويةِ التي تحتويها كتبُ الصِّحاحِ والسُّننِ، مستشهِدًا بعددٍ من النصوصِ الحديثيَّةِ التي يَتصوَّرُ أنَّ بينَها تناقضًا، ثم ختم حديثَه قائلاً: "إنَّ في البخاريِّ ومسلمٍ أحاديثَ منسوبةً إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - لا تتَّفقُ مع القرآن، وقد دُوِّنت بعدَه بأكثرَ من مِئتَي سَنَة، يَرتفعُ فوقَها علامةُ استفهام".

° ثم يُضيف: "إذن لِنَجْمعْ كلَّ ما قيل من حديثٍ، ونُقارنْه بالقرآن، فالذي يتَّفقُ معه نَعملُ به، والذي لا يتَّفقُ معه لا نَعملُ به، ولا نقول: "قال البخاري، وقال مسلم"، فالقرآنُ معروفٌ ومحفوظٌ، ولا يَختلفُ فيه المسلمون من "جاكرتا" إلى "طنجة" .. ".

بَثَّت قنواتُ الإذاعةِ والتلفازِ الليبية، ونَقَلت على الهواءِ مباشرةً هذه الكلماتِ القاسيةَ على كلِّ نَفْسٍ تنتمي إلى عقيدة الإِسلام، فكانت صَدمةً أَلْجَمَت كلَّ أَلْسِنَةِ المسلمين في ليبيا الشقيقة، وهم يستمعون إلى رئيسِهم في أطولِ حديثٍ وأجرءِ حديثٍ سَهِرَ أمامَه الشَّعبُ الليبيُّ حتى الثانيةِ من صباحِ


(١) "السياسة الأسبوعية" (ص ١٧) العدد ٩٥ بتاريخ ٣١/ ١٢/ ١٩٢٧ م.

<<  <  ج: ص:  >  >>