للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عام ١٦٩٨ م مع ترجمةٍ لاتينيةٍ مصحوبةٍ بهوامشَ كثيرةٍ، ومحاولةٍ فاشلةٍ لنَقْضِ القرآن فقرةً فقرة، وينطلقُ "مارتشي" في دراساته -مثلما يفعلُ غيرُه من اللاهوتيين ومعظمُ المستشرقين- من فرضيةٍ يَضَعونها كأنها حُجَّةٌ مسلِّمةٌ، ويَبنون عليها كل مزاعِمِهم، وتتمثَّلُ هذه الفَرْضيَّةُ في أن محمدًا ليس نبيًّا حقيقيًّا، وأنه هو الذي قام بتأليفِ القرآن، وقد سبق أنْ فَعَل الشيءَ نفسَه مشركو مكة، وقد وَصف "بفانموللر" نفسُه موقفَ "ماراتشي" بأنه "نُفورٌ داخليٌّ إزاءَ محمدٍ وتعاليمه"، فكيف يُنتظرُ منه -وقلبُه مليء هكذا بالحقدِ على الإسلام- أن يكون منصِفًا للإسلام ونبيِّه؟! وأين ذلك من تعاليم القرآن -التي لابدَّ أنه قد اطَّلَع عليها- والتي تتمثلُ في الإنصافِ المطلقِ الذي يعلو فوقُ كلِّ اعتبار؟! {وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} [المائدة: ٨].

* همفري بريدو (١٦٤٨ - ١٧٢٤):

هذا المستشرقُ الإنجليزى الذي جَعَل كتابه "حياة محمد" مرآةً تعكِسُ نُفورَه من محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، وتعكِسُ الصورةَ الخاصَّةَ لكل من الكفَّارِ والزنادقةِ وأصحابِ مذهبِ "التأليه الطبيعي" والإباحيين (١).

° يقول نجيب العقيقي معلقًا على كتاب "حياة محمد" لـ "بريدو":

"إنه ترجمةٌ تافهةٌ لا غَنَاء فيها" (٢).

ويُصوِّر "بريدو" محمدًا - صلى الله عليه وسلم - ليس بوَصفِه أكبرَ الدجَّالين فحسب، بل


(١) المصدر السابق (ص ٨٣، ٨٤).
(٢) "المستشرقون" (٢/ ٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>