التالي:"إذا أردتُ أصوِّرَ حياةَ محمدٍ حسبما كَتب في ذلك مؤلِّفونا وكُتَّابُنا، فسأجعلُ نفسي مَدْعاةً للسخرية لدى المحمَّديين، فالفرقُ كبير جدًّا بين ما يَروُونه وما نَرويه نحن، لدرجةِ أنَّ المرء لا يُمكنُه أن يُصدّقَ أنَّ كِلا الجانبيَنِ يتناولُ بالحديث رجلاً واحدًا، ومِن أجل ذلك فإنني أريدُ أن أتابعَ أولئك، ليس لأني آخُذُ كل شيءٍ على أنه حق، بل لأننا إذا تناوَلْنا عدوَّ الدينِ بالنقض والتنفيد، فإن محاربتَه بأسلحتِه هو أفضلُ مِن محاربته بأسلحتنا، وحينئذٍ يَسهُلُ التغلُّبُ عليه. وبالإضافة إلى ذلك، فإن كثيراً من كُتَّابنا يَروُونَ عن محمدٍ أشياءَ تُثيرُ الضحِكَ لدى المحمَّديين، ولا تُجدِي إلاَّ في زيادةِ تقويتهم في خرافاتِهم، وعلى ذلك فإني سأعتمدُ في الحديث عن حياةِ محمدٍ على أكثرِ المؤلفين العرب قَدرًا، وإذا كنتُ على عِلمٍ أيضًا بأن هؤلاء يأتون بالكثيرِ من الأكاذيب لإعلاءِ شأنِ نبيهم الزائفِ، فإنني لن أجعلَهم يعتبرونني كاذبًا".
° وقد ظل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لدى "ماراتشي" هو النبيَّ الزائفَ، والمُضَلِّلَ والغاصبَ، ومؤسِّسَ طائفةٍ تُثيرُ الاشمئزاز، ومؤلِّفَ كتابٍ -يعني: القرآن- مملوءٍ بالتناقضاتِ والخرافاتِ الكاذِبةِ والأباطيل (١).
° لقد كان "مارتشي" أحدَ رجالِ اللاهوت الإيطاليين، أمضى حياتَه كلَّها في إعدادِ دراساتٍ هَدَفُها البرهنةُ -كما يزعُم- على بُطلانِ الإسلام وحقيقةِ الديانة المِسيحية، وقد صَدَر كتابُه في "تفنيد القرآن" عام ١٦٩١ م، وقدَّم فيه أيضًا لَمحةً عن حياةِ محمدٍ، ثم نَشَر النص العربي الكاملَ للقرآنِ