للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَسيلةٌ مثالية لتسليح القلوبِ اليائسةِ للمسيحيين، ورَفع روحِهِمُ المعنوية، حيث أعلَنَ قائلَا: "بعد ظهورِ الأتراك عي حقيقتِهم، أرى أن القساوسةَ عليهم أن يَخطُبوا الآنَ أمامَ الشَّعبِ عن فظائع محمد Mahmet حتى يزدادَ المسيحيُّون عداوةً له، وأيضًا ليتقوى إيمانُهم بالمسيحية، ولتتضاعفَ جَسارتُهم وبَسالتُهم في الحرب، ويضحُّوا بأموالِهم وأنفسِهم .. من شأنِ موعظةٍ كهذه أن يكونَ أثرُها النفسي على المسيحي أشدَّ من طُبولِ الحرب وأبواقها، بل إنها ستَمنحُه قَلْبَ أسدٍ حقيقي في ساحةِ القتال" (١).

* تُوماس الأكويني THomas von Aquin الكَذُّاب الأشر وافتراءاته على الإِسلام:

"لقد تَورَّط مفكِّرو أوروبا -باستثناءِ حالاتٍ قليلةٍ، ولكنها رائعة-، في علاقةِ طَعن وهجومٍ ضدَّ الإسلام، فصحيح أن توماس الأكويني قد تلقي دَفْعَاتٍ فكريةً هامةً من خلالِ دراستهِ العقلانيةِ للفيلسوف الأرسطوطالي العربي الأندلسي "ابن رشد" (١١٢٦ - ١١٩٨ م)، ولكنه ظل في تقييمِه للإسلام ورسولِ الإسلام محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، على المستوى الوضيع المكرَّرِ والمعروفِ لعصره، والذي حدَّده "بطرس المبجَّل Petrus Venerabilis" (١١٢٦ - ١١٩٨ م) في مؤلفاته التي طَعن فيها الإسلام.

ففي كتابه"الشامل في الردِّ على الكفرة" Summa contra gentiles - الذي مَهَّد الطريقَ أمامَ العمل التبشيري في إسبانيا للدفاع عن المسيحية والطعنِ في الإسلام- نَقل "توماس الأكويني" الاتهاماتِ القديمةَ، وادَّعي


(١) "صورة الإسلام في التراث الغربي" (ص ٢٠ - ٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>