فألقَوه .. فحَفَروا له فأعمَقوا، فأصبح وقد لَفَظَتْه الأرض، فقالوا: هذا فعلُ محمدٍ وأصحابه، نَبَشوا عن صاحبنا لما هرب منهم فألْقَوْه خارجَ القبر .. فحفروا له وأعمقوا له في الأرض ما استطاعوا، فأصبح قد لفظته الأرض، فعلموا أنه ليس من الناس فألقَوه" (١) ..
ماذا لَقيتَ ببطن القبر نبِّينا؟ … إن الحياةَ بظهر الأرض تُلهِينَا
تلقاك في عَمَهِ الأجداث ماثلةً … أعمالُك السُّودُ قد صارت ثعابينَا
سَجِّلْ بكفِّك في القرطاسِ ما كتبتْ … كلتا يديْك به أمسيتَ مرهونَا
لَفَظَتْه الأرضُ لِنَتْنِهِ وخُبْثِه وخِداعه وكُفْره، وليبقى آية لن بعدَه.
* عامر بن الطفيل مُعاند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
° عن أنسٍ- رضي الله عنه- أن النبي- صلى الله عليه وسلم - بَعَث خالَه -أخٌ لأم سليم- في سبعين راكبًا، وكان رئيسُ المشركين عامر بن الطفيل خيِّر بين ثلاث خصال فقال: "يكون لك أهلُ السَّهل ولي أهلُ المَدَر، أو أكونُ خليفتَك، أو أغزوك بأهل عطَفان بألفٍ وألف".
فطُعِن عامرٌ في بيتِ أمِّ فلان: غدَّةً كغُدَّةِ البَكْرِ في بيتِ امرأة من آل بني فلان فقال: ائتوني بفَرَسِي .. فمات على ظَهرِ فرسه .. فانطلق حرامٌ -أخو أم سليم، وهو رجلٌ أعرج- ورجلٌ من بني فلان قال: كونَا قريبًا حتى آتيَهم، فإن آمنوني كنتم، وإن قتلوني أتيتم صاحبَكم، فقال: أتؤمَّنوني أُبلِّغ رسالةَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فجعل يُحدَّثُهم، وأومؤوا إلى رجلٍ، فأتاه من خَلْفِه فطَعَنه -قال همام أحسبه حتى أنفَذَه بالرمح- قال: اللَّه أكبر، فزتُ وربِّ