أنِ استقرت أقدامُه في المدينة، إلى سيدٍ دُنيويٍّ وسياسيٍّ عبقريٍّ، دونَ أن يَحدُثَ في باطنِه تصدُّعٌ واعٍ وحقيقي؟! والأمرُ الهامُ أن محمدًا أيضًا في شتَّى تنظيماتِه وأعمالِه التي تَجرحُ شعورَنا الأخلاقي جُرحًا بالغًا لم يَفقدِ الوعيَ بأنه أداةُ إلهِهِ، هذا الإلُه الذي هو نَفسُه لديه نِقاطُ ضعفٍ إنسانيٍّ إلى حدٍّ ما.
° يقول الدكتور حمدي زقزوق معلِّقًا:"الإسلام دينٌ ودنيا، وسياسةٌ وأخلاق، عقيدةٌ وشريعة، وهذا أمرٌ لا يُريدُ المستشرقون أن يَفهموه، ثم ما هي تلك الأعمالُ التي صَدرت من محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، وتَجرحُ الشعورَ الأخلاقي لدى الأوربيين جُرحًا بالغًا؟!! وما هي نِقاطُ الضعفِ الإنسانيِّ التي يُريدُ أن يَنسِبَها "كيتاني" إلى الله -عز وجل-؟!!!! هذا كلامٌ غريبٌ لا سَندَ له على الإطلاق من عقائد الإسلام وتشريعاته، فالإسلام جاء لِيُتَمِّمَ الله به مكارمَ الأخلاق، وتنزيهُ الله في الإسلام عن صفاتِ المخلوقين، ومخالفتُه للحوادثِ من الأمورِ المشهورة التي لا تَحتاج إلى مزيدِ بيان".
* هنري لامنس، الراهبُ اليسوعي المورِّخُ الكذاب (١٨٦٢ - ١٩٣٧):
يُعدُّ "هنري لامنس" من أشدِّ المستشرقين تعصُّبًا على الفِكرِ العربيِّ الإسلاميِّ، وقد بالَغ في التعصُّبِ على الإسلام، حتى أعلَن المنصِفون شَكَّهم في أمانتِه العلمية، وقالوا:"إنه لا يَنسَى عواطفَه فيما يكتبُ عن النبيِّ والإسلام، وإنه كان داعيةً ولم يكن عالِمًا"، وقد عُرف بتهكُّمِه على النصوص العربية، كما وُصف بإرهاقه للنصوص وتحميلِها أكثرَ مما تحتمل، فإذا وَجد في الإسلام موضعًا للفضل ذَهب بنسبتِه إلى مَصدَرٍ