للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالعصرانيون بفَصْلِهِمُ الدينَ عن شؤون الدولة والحياة، يَدْعُون إلى عِلمانيةٍ قد يُسمُّونها "إسلامية"، ولكنها في الحقيقة أشدُّ بُعدًا عن الدينِ من العلمانية اللادينية -كما اتَّضح من تصريحاتهم السابقة واللاحقة-، إذ هنالك كُتَّابٌ معاصِرون حَمَلوا لواءَ العِلمانيةِ باسم "الإسلام" أيضًا .. من هؤلاء:

* محمد سعيد العشماوي (١)، صاحب كتاب "أصول الشريعة" الذي خَصَّصه لإِثباتِ أن الشريعة الإِسلامية قد أصابها التحريفُ والتغييرُ، ولذلك فهي لا تصلُحُ للحكم في هذا العصر (!!):

* ويتلخَّصُ مضمونُ الكتاب فيما يأتي (٢):

١ - في أنَّ كلمة "الشريعة" غيرُ واضحةٍ في أذهانِ المسلمين، فهم يطالِبون بتطبيقها دونَ أن يَفهَموها، وقد وَقَع التغييرُ في مفهومِ الشريعة بين أهلِ الإسلام، مِثلَما وَقَع في مفهومِ التوراة لدى اليهود (!!).

٢ - الارتدادُ عن الإسلام يأتي ضِمْنَ حُريَّةِ الاعتقاد، فلا يصحُّ إقامةُ الحدِّ على المرتدِّ، كما أنَّ رَجْمَ الزاني المُحصَنِ ليس من أحكام الدين الثابتة الباقية كحدٍّ شرعي (!!).

٣ - الدينُ كاملٌ منذ "أوزوريس"، ومِن قَبلِ أن يُبعثَ محمدٌ - صلى الله عليه وسلم -، والمرادُ بالآية القرآنية بإكمالِ الدين (٣) إكمالُ شعائِرِ الحجِّ -لا الدينِ نفسه-، والشريعة تكتملُ بتطوُّرِها، ومُسايَرَتِها للتطوُّرِ الإنساني (!!).


(١) العشماوي: هو رئيس محكمة الجنايات ومحكمة أمن الدولة العليا بمصر، والأستاذ المحاضر في "كلية أصول الدين والشريعة".
(٢) ينظر: مجلة البلاغ، في - ٨ صفر - ١٤٠٤ هـ (ص ٣٧ - ٣٨).
(٣) أي: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}.

<<  <  ج: ص:  >  >>