أبياته ونثره، وهو نصٌّ وظاهر على الكفر والإلحاد لَم يَسبق له أحدٌ من الكفار الأوَّلين من اليهود والنصارى والمجوس -عليهم لعائن الله تعالى- في هذا الكفرِ فيما علمتُ، وعَلِمَ معي آلاف من المسلمين في مشارقِ الأرض ومغاربها .. إلى أن قال العلاَّمة المَقْبَلي في "العَلَم الشامخ"(٥٥٩):
وحاصلُ زعمِه الخبيثِ احتياجُ الباري تعالى إلى المُظهِر، وإنما يتعلَّقُ عِلمه مثلاً بمعلومٍ على ما المعلوم عليه في نفسه .. فالحكمُ عليه ونحو ذلك، وهو مُصرِّحٌ بهذه الجهالات متبجِّح بها، وحاصلُها مبارزةُ الله بأنه يحتاجُ إليه، مع تصريحه أيضًا بأن العالَم قديم، فيكونُ مستغنيًا عن العالَم، إذ لا ظُهورَ له، فلا يَحتاجُ إلى مُظهِر كما كان في حقِّه تعالى، ومقالة هذا المريد ولوازمِها السخيفةِ أطولُ وأوسعُ، وعباراته أقطعُ ممَّا يَحكي الحاكي وأشنع، فانظرها -إن شئت- وطَهِّرْ قلبَك من دُخَانِها بكلمةِ الإسلام: أشهد أنْ لا إلهَ إلاَّ الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" (١) اهـ.
* كفرُ ابنِ عربي لحُكمه بإِيمانِ فرعونَ وتفضيله السامِرِيٌّ على هارونَ، وتصويبِه قولَ فرعون {أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى}:
° قال ابنُ عربي في "فصوص الحكم" -وهو الكُفرُ ظاهرًا وباطنًا، وهو واللَّهِ فصوصُ الكفر-، قال بعد ذِكرِ أخذِ فرعونَ لتابوت موسى - عليه السلام - وأنه أراد قتلَه، وأن امرأته - رضي الله عنها - قالت:{قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ}، فبه قرَّت عينها بالكمال الذي حَصَل لها كما قلنا قال: "وكان قرَّة عينٍ لفرعون بالإيمان الذي أعطاه الله عند الغرق، فقَبَضه طاهرًا مُطَهَّرًا، ليس فيه شيءٌ