واجتماعيةٍ وتشريعية، ولم يَسَع عُلماءَ القانون المُنصِفين إلاَّ الاعترافُ بفضل الشريعة التي دعا الناسَ إليها باسم "الله"، وبأنها متَفِقةٌ مع العلم، مطابقة لأرقى النُّظُم.
إن محمدًا -الذي يَحتفِلون به- أعظمُ عظماءِ الأرض-سابقِهم ولاحقِهم-، فقد استطاع توحيدَ العربِ بعد شتاتهم، وأنشأ منهم أُمةً واحدةً فَتحت العالَمَ المعروفَ يومئذٍ، وجاء لها بأعظم ديانةٍ عَيَّنت للناس حُقوقَهم، وواجباتِهم، وأصولَ تعامُلِهم على أُسسٍ مِن أرقى دساتيرِ العالَم وأكملِها" (١).
* بشارة الخوري اللبناني:
° قال صاحب جريدة "البرق" لمناسبة حفلة ذِكري مولدِ الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - نقلاً عن المجلد السابع والعشرين من مجلة "العرفان"-:"إن للرسول محمدٍ في عُنفوان شبابه من المعجزاتِ ما يَقِفُ دونَه الفِكرُ صاغرًا، ولكنْ له -وهو في حَداثته- ما تَصغُرُ عندَه عَظَمةُ العظيم، ويَبطُلُ عنده سِحرُ الساحر، إنه وقد أَخرج أُمةً بأسرها من ظُلماتِ الجاهلية إلى أضواءِ المدنيَّة، إنه وقد أبدَلَ معائبَ الجاهليةِ بمحاسِن الإسلام، إنه وقد أبطَلَ وأدَ البناتِ، وحَرَّم الزنى، ونَقَّى القلوبَ من العداوات، إنه وقد أذل لِسَيْفِه كلَّ سيف، ولعرشه كل عرش، إنه -وهو كذلك- ليس في عيني أعظمُ منه، وهو الابنُ الناشئُ فقيرًا، الدارجُ يتيمًا، الحاملُ السَّعْدَ في وجهه، والطُّهْرَ في قلبِه، والأملَ في عينيه، والحكمةَ في شفتيْه".