° قال فيه:"نحن والمسلمون في هذه الحياة، ولكنهم يعملون بالرسالتين العيسوية والمحمَّدية، ونحن لا نعملُ بالثانية، ولو أنصَفْنا لكنَّا معهم جنبًا إلى جنب؛ لأنَّ رسالتَهم فيها ما يتلاءمُ مع كلِّ زمانٍ، وصاحبُ شريعتهم محمدٌ الذي عَجَز العربُ عن مباراتِ قرآنِه وفصاحته، بل لم يأتِ التاريخُ برجلٍ هو أفصحُ منه لسانًا، وأبلغُ منه منطقًا، وأعظمُ منه خُلقًا، وذلك دليلٌ على ما يتمتَّعُ به نبيُّ المسلمين من الصفاتِ الحميدةِ التي أهَّلته لأن يكون نبيًّا في آخِرِ حَلْقاتِ الأنبياء؛ ولأنْ يَعتنقَ دينَه مئاتُ الملايين من البشر".
* دي سلان ماك غوكين الفرنسي:
وُلد في "باماكو" ١٨١٠، وتُوفِّي ١٨٧٩، مستشرقٌ فرنسي، وَضع فهرس المخطوطات الشرقية الموجودة في المكتبة الوطنية في باريس، أتمَّ ترجمةَ "مقدمة ابن خلدون"، ونقلها إلى الفرنسية، وعُني بنشرِ كتبٍ عديدة.
° قال في الترجمة (ص ١٠٧): "إن العربَ أُمةٌ تمتازُ بكثيرٍ من الصفات، ولها دينٌ جامع شامل، لا يَعيبُه إلاَّ مَن يَجهلُه، وصاحبُ دينهم محمدٌ الفقير، وقبلَ أن نعرفَ الدينَ يجبُ أن نعرفَ مَن أتى به، وحقًّا أقول: ليس كمحمدٍ في سلسلةِ الأنبياء، ولا كشريعتِه في سلسلةِ الشرائع، ولا نبالغُ إذا قلنا: إن محمدًا خيرُ مَن أتى بشريعة، ولقد وَقف في وجهِ الطغاة من قريش، حتى أتمَّ ما أراد، وبَلَغ منتهى الطريقِ الذي سلكه وعَمِل له، وإذا به وبشريعتِه يَتمتَّعانِ بذِكرٍ عاطِرٍ وحديثٍ حَسَنٍ، وليس باستطاعتنا