وقد لا يُصدَّقُ الكثيرُون أن تصدرَ هذه الكلماتُ عن شيخِ الأزهر وإمامِ المسلمين الذي وَجَب عليه الدفاعُ عن الإسلام والمسلمين بصفةٍ عامة، فما بالُنا بما يُوجَّه إلى رسولِنا الكريم - صلى الله عليه وسلم - من إساءاتٍ، ولذلك نُفضِّل أن نستعرضَ هذه الكلماتِ كما وَرَدت بنصِّها في الأوراقِ الرسميةِ الصادرة عن مكتبِ شيخ الأزهر.
* البيان الصدمة:
فقد أَكَدَ شيخُ الأزهر -وفْقَ ما جاء بالبيان الصادر عَقبَ لقائِه بسفير الدانمارك- أنَّ مصر تربطُها علاقةٌ طيبةٌ بدولةِ الدانمارك، موضِّحًا أن الدراسةَ بالأزهر الشريف تقومُ على السماحةِ وعلى الإخاءِ الإنساني، وأن شريعةَ الإسلامِ تَعتبرُ الناسَ جميعًا إخوةً في الإنسانية!! ويضيفُ البيانُ: "ثم تطرَّق فضيلتُه في حديثه إلى ما نُشر بإحدى الجرائدِ الدانماركية التي أساءت إلى نبيِّ الإسلام محمدِ - صلى الله عليه وسلم -، مُشيرًا إلى أنَّ الإساءةَ إلى الأمواتِ بصفةٍ عامَّةٍ تتنافى مع المبادئ الإنسانيةِ الكريمةِ، سواءً أكانت هذه الإساءةُ إلى الأمواتِ من الأنبياء أو المُصْلِحين أو غيرهم الذين فارقوا الحياةَ الدنيا (!!) فالأممُ العاقلةُ الرشيدةُ تحترمُ الذين انتهت آجالُهم وماتوا، وهذا ما تقتضيه العقولُ الإنسانيةُ السليمةُ، وفي الوقتِ نفسه نحن نُقدسُ الحريةَ .. ولكنْ الحريَّةُ في حدودِ ما أباحته القوانينُ والشرائع .. كما نوجِّهُ رسالةً إلى العالَم أجمع بأن نتركَ الإساءةَ إلى الأمواتِ الذين لا يستطيعون الدفاعَ عن أنفسِهم، كما أن شريعةَ الإسلامِ تحترمُ جميعَ الأنبياءِ من سيدنا إبراهيم وحتى سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - انتهى كلام فضيلة الإِمام وردُّه على الإساءات التي تم توجيهُها للرسول