للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بدلاً مِن أن يعبدَها، حيث يشيرُ إلى أن الرواياتِ الموثوقَ فيها تَذهبُ فقط إلى أن "تيمو" قد استُشهد من أجل الديانة المسيحية، ثم يذكرُ المؤرِّخ الدقيقُ في عمله: "أما القول بأن "تيمو" قد حَطَّم الأصنام، فيَصعُبُ تصديقه؛ لأنه من المعروف أن المسلمين Sarazenen لا يَعبُدون، إلاَّ إلهًا واحدًا، ولديهم شريعتُهم السماويةُ، ويمارِسون الختان، كذلك فإنهم يَعترِفون بالمسيح وحوارَّييه وأتباعِهم، وهم فقط بعيدون عن الخَلاصِ لأنهم يُنكِرون أن المسيحَ هو مُخلَّصُ الإنسانية، وأنه الربُّ وابنُ الربِّ في الوقت نفسه، ويقدِّسون المُضَلِّلَ محمدًا، الذي تحدَّثنا عنه سابقًا، باعتباره أعظمَ أنبياءِ الله تعالى" (١).

* أرنِسْت رٍينان، يصِفُ الرسولَ محمدًا - صلى الله عليه وسلم - بالخداع والدجل، ويَطعنُ في الإسلام، ويتهِمُه بأنه عدو العلم والعقلِ:

أرنست رينان (١٨٢٣ - ١٨٩٢ م) فيلسوف ومستشرق فرنسي.

لقد طَعَن "رينان" في الإسلام، وقال: "إنه دين طبيعي عَقلي يتصفُ بالجديةِ والليبرالية والبرود" (٢).

وقد وصَفَه أيضًا بأنه "عدوُّ العلم والعقل"، ووصَفَ العربَ بأن عقولَهم قاصرة بطَبعِها غيرُ مُستعِدَّةٍ لفهم ما وراءَ الطبيعة.

ومع ذلك فإن آراءَ "رينان" حافلةٌ بالتناقضِ والاضطراب، فبينما هو يَمقُتُ الإسلام ويَحمِلُ عليه ويَنتقِدُه انتقادًا مُرًّا، يعترف برهبةِ هذا


(١) "صورة الإسلام في التراث الغربي" (ص ٢٦ - ٢٧).
(٢) "الإسلام في تصوّرات الغرب" (ص ١٥٩) للدكتور محمود حمدي زقزوق- مكتبة وهبة - القاهرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>