الثقةِ وهذا الإِيمانِ لأمته أسبابَ القوةِ والعزَّةِ المَنَعة، وحَوَّلهم من سُكانِ صحراءَ إلى سادةٍ يفتحون نصفَ العالم المعروفِ في زمانهم، كانت ثقةُ العرب وإيمانُهم عظيمَين، وقد أضاف الإسلامُ إليها رسالةَ الأخوَّة والمساواة والعدلِ بين جميع المسلمين، وهكذا وُلد في العالم مبدأ ديموقراطيٌّ جديد .. وَثَب الشعبُ العربيُّ بنشاطٍ فائقٍ أدهَشَ العالَمَ وقَلَبه رأسًا على عقب، وإن قصةَ انتشارِ العربِ في آسيا وأفريقيا وأوروبا والحضارةِ الراقية، والمدنيَّةِ الزاهرةِ التي قدَّموها للعالَم هي أُعجوبةٌ من أعجوباتِ التاريخ".
ومِن هولندا
* العلامة "وث" الهولندي:
° مستشرقٌ وُلِد في مدينة "اوترخت" ١٨١٤، وتوفي عام ١٨٩٩، وقد كان عضوًا عام ١٨٦٤ في المجمع العلمي، جاء إلى بلاد الشرق عام ١٨٦٧، وتجوَّل فيها، وقد نَقل القرآنَ إلى اللغةِ الهندية، وله عدَّةُ مؤلَّفات، منها "محمد والقرآن" قال فيه (ص ٧٨): "لقد جاء قرآنُ العرب على لسانِ نبيِّهم محمدٍ العظيم، وعلَّمهم كيف يَعيشون في هذه الحياة، وقد وَحَّد محمد صفوفهم، وجَمَع كلمتهم، وأدَّبهم، حتى لا ترى أُمةً من الأمم أحسَنَ منهم، وبالنهاية اعتمدوه في كل أمورهم، وكان يتلقَّى الوحيَ من ربِّه الذي يُوحِي إليه، ثم ينقلُه إلى الناس بعد أن يكتبَه له الكُتَّابُ الذي انتدبهم لذلك، وابتدأت دعوتُه لدينه الجديد من تاريخ ٦١٠ م حتى قبضه ربُّه إليه، وذلك سنة ٦٣٣ م".