للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥ - يتمتعُ هذا النظامُ القرآنيُّ بالتحريمِ والإطلاقِ والتقييد لِمَا يَرَاه غير مَوافقٍ لظروفِه من الأحكامِ القرآنية (١).

* نظرية "نظام القرآن الاقتصادي"، أو "اشتراكية الأموال":

° يقول "برويز": "في ظِلِّ هذا النظام "نظام القرآن الاقتصادي" لا يجوزُ جَمعُ المادَّةِ ألبتَّة، وقد جاء الوعيدُ الشديدُ على مَن يجمعُها: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [التوبة: ٣٤].

وفي النظامِ القرآنيِّ لا يمكنُ البقاءُ للأموالِ النافلةِ في أيدي أصحابها، ولا يَسَعُنا أن نتصوَّرَ المِلكيَّة الفَرديَّةَ تحتَ حُكم هذا النظام، بل تُعَمَّمُ الأرضُ والأموالُ والمصانعُ والتجارةُ للمِلكيَّة الجماعية، حتى يستطيعَ هذا النظامُ القيامَ بتلبية ما يَحتاجُ إليه أفرادُه" (٢).

فالدجَّالُ "برويز" أتى بأفكارِ الاشتراكيين الاقتصادية، فكساها أثوابًا قرآنيةً حتى يَتسنَّى له نشرُها بين المسلمين.

ونَفْيُ المِلكيَّةِ الفرديَّةِ مخالفٌ لصريح القرآنِ والسُّنةِ والإجماعِ، ولا يقولُ به إلَّا كذَّابٌ مفتر.

فأين هو من قولِ الله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ} [يس: ٧١]؟. وقوله تعالى: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ


(١) "القرآنيون" (ص ٢٨٠، ٢٨١).
(٢) "قراني قوانين" لبرويز (ص ١٥٧، ١٥٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>