للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صومعته وطَرْدِه ولجوئِه إلى منطقة "تَيماء" في الجزيرة العربية حيث كان يعيشُ شبعانَ: الأول كان يعبدُ الاصنام، والآخرُ كان يهوديًّا، وهناك وَجد "سرجيوس" محمدًا الذي يَعشَقُ عبادةَ الأصنام، وكان مُعجبًا بالرهبان المطرودِين، ويرى التوفيقَ بينهم، لقد أقنع "سرجيوس" محمدًا بالتَخلِّي عن عبادةِ الأصنام وأن يُصبحَ نصرانيًّا نسطوريًّا.

لقد نَجَحَ إذن في إقناع محمدٍ الذي صار تلميذَه، ولهذا أَخَذ اسمَ ولَقَبَ "نسطورس".

لقد تعلَّم محمدٌ من "نسطورس" تعاليمَ العهدِ القديم والعهدِ الجديد، ورَكَّب منهما القرآن، وأدخَلَ عليهما قَصَصًا وأساطيرَ وأكاذيبَ أُخرى، ولكن اليهودَ رَأَوا أن محمدًا يمكنُه الوصولُ إلى "الحقيقة" النصرانية "المسيحية الحقة"، فاندسُّوا عنده كأتباعٍ له، وادَّعَوا طَلَبَ المعرفةِ عن الدين الجديد، وحاولوا تغذيةَ الإسلام بالطُقوسِ اليهودية، فأضافوا إلى القرآنِ بعضَ التغيُّرات، وعَدَّلوا أخرى، وحَذَفوا أجزاءَ ثالثةً ومقاطعَ كاملةً.

ويُعتبر "فانسان دي بوفيه" أكبرَ كاتبٍ نصراني، بل قمَّةَ المؤلِّفين والكُتَابِ المسيحيّين الذين لم يَرجِعوا قط إلى المصادِرِ العربيَّة، ولم يَقتبِسوا منها.

(٧) وأول مَن حاوَلَ استخدامَ المصادر العربية هو "جيوم دي تريبولي" (الطرابلسي) (١)، وهو أيضًا كان راهبًا من المجموعة المُسمَاه "الفرير" (الدومنيك)، وفي عام ١٢١٧ م استقر به المُقامُ في دَير بالقرب من طرابلس،


(١) طرابلس بلبنان.

<<  <  ج: ص:  >  >>