° قال الغزَّاليُّ في أولِ "الإحياء" من كتاب "العلم" ما حاصله: "إن الكلامَ إن كان ظاهرًا في الكفر بالاتحاد، فقَتلُ واحدٍ ممن يقولُ به أفضلُ من إحياءِ عَشَرةِ أنفُس، وإن كان فَهمُه مشكِلاً، فلا يَحِلُّ ذِكرُه".
= والمحو: إسقاطُ إضافةِ الوجودِ إلى الأعيان، ولا موجودَ عندهم إلاَّ الحقُّ سبحانه وحده، فهو العابدُ باعتبارِ تعيُّنه وتقيده بصورِ العبدِ التي هي شأنٌ مِن شؤونه الذاتية، وهو المعبودُ باعتبارِ إطلاقه .. انظر "التعريفات" للجرجاني، و"جامع الأصول في الأولياء" للكمشخانلي تحت مادتي "الصحو والمحو" .. وابن الفارض هنا يغلو في إثبات الوحدة، فيزعمُ أنه هو الله، لا في حال المَحو فحسب، بل في حال الصحو أيضًا، وهذا يؤكدُ لك أنه يعني ما يقول، ويؤمنُ بالوحدة صحوًا ومحوًا، فما هي شطحات، ولكنها عقيدةٌ يَنبُتُ عليها قلبُه ودينُه، وما هو بَهَذيانِ سَكرانَ كما يهرفُ الصوفية، ليقولوا: وكلامُ السكرانِ معفوٌّ عنه، فيُطوى، ولا يُروَى!!.