تلك الأخلاق الربانيةُ التي أظهَرَها النبيُّ الكريم، أقنَعت العربَ بأن حائزَها يجبُ ألا يكونَ إلاَّ مِن عندِ الله، وأن يكونَ رجلاً على الصراطِ المستقيم حقًّا، وكراهيتُهم المتأصِّلةُ في نفوسهم حوَّلتها تلك الأخلاقُ الشريفة إلى مَحبَّةٍ وصداقةٍ متينة".
° محمدٌ المَثَل الكامل: "نحن نعتبرُ أن نبي بلادِ العربِ الكريمَ ذو أخلاقٍ متينة، وشخصيةٍ حقيقةٍ وُزِنَت واختبرت في كلّ خطوةٍ من خُطَى حياته، ولم يُرَ فيها أقلُّ نقصٍ أبدًا.
وبما أننا في احتياجٍ إلى نموذج كامل يَفي بحاجاتِنا في خُطواتِ الحياة، فحياة النبي المقدَّسِ تَسدّ تلك الحاجة.
حياةُ محمدٍ كمرآةٍ أمامنا تَعكِسُ علينا التعقُّلَ الراقيَ، والسخاءَ والكرمَ، والشجاعةَ والإقدام، والصبرَ والحِلمَ، والوداعةَ والعَفْوَ، وباقيَ الأخلاق الجوهريةِ التي تكوِّن الإِنسانية، ونرى ذلك فيما بألوانٍ وَضَّاءة .. خذْ أي وجهٍ من وجوهِ الآدابِ وأنت تتأكَّد أنك تَجِدُه موضَّحًا في إحدى حوادثِ حياته.
ومحمدٌ وَصَل إلى أعظم قوةٍ، وأتى إليه مُقاوِموه، ووَجدوا منه شَفقةً لا تجَارَى، وكان ذلك سببًا في هدايتهم ونقائهم في الحياة".
رَحِم الله اللورد "هيدلي"، وجزاه عن الإسلام خير الجزاء (١).
* جون وانتبورت السويسري:
وُلِد في مدينة "لوزان" سنة ١٧٩٥ م، وتُوفِّي سنة ١٨٦٣ م.