للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جميع جوانبها، وزعم أيضًا أنه: ذو لَون، وطعم، ورائحة، ومجَسَّة، وأن لونه هو طَعمُه، وطعمَه هو رائحته، ورائحته هي مجسَّته، ولم يُثبت لونًا وطعْمًا هما غيرُ نفسه، بل زعم أنه هو اللونُ وهو الطَّعْم.

وذَكَر أبو الهُذَيْل العَلاَّف -شيخ المعتزلة- في بعض كُتُبه: "أنه لَقي هشامَ بنَ الحكم في مَكَّةَ عند جبل "أبي قُبَيْسٍ فسأله: أيهما أكبرُ: معبودُه أم هذا الجبل؟ قال: فأشار إلى أن الجبل يُوفي عليه تعالى، وأن الجبل أعظمُ منه".

وذكر أبو عيسى الوَراقُ في كتابه: أن بعض أصحابِ هشام أجابه إلى أن الله -عَز وجَل- مماس لعرْشه، لا يفضلُ عن العرْش، ولا يفضل العرشُ عنه.

وقد رُوي أن هشامًا -معَ ضلالته في التوحيد- ضلَّ في صفاتِ الله أيضًا؛ فأحالَ القولَ بأن الله لم يزَل عَالِمًا بالأشياء" (١).

* أبو إِسحاقَ إِبراهيمُ بنُ سَيارٍ "النَّظَّام" شيخ المعتزلة:

هو أبو إسحاقَ، إبراهيمُ بنُ سَيار، المعروف بـ "النظَّام"، وهو ابنُ أختِ أبي الهُذَيل العَلاَّف (٢)، ومنه أَخذ الاعتزال .. وقيل له "النَّظام"؛ لأنه كانَ يَنظِمُ الخَرَزَ في سُوق البصرة.

اطلَع على كثيرٍ من كتب الفلاسفة الطبيعيين والإلهيِّين إلى أن ذهب المذهبَ الذي أنكره عليه المسلمون.


(١) "الفرق بين الفرق" (ص ٦٥، ٦٦، ٦٧).
(٢) يُنظر في "عصمة الأنبياء" كتابي الآتي "الكوكب الدريّ في خصائص النبي".

<<  <  ج: ص:  >  >>