-تعالى- مِن أن يَشتغلوا بها، ويَنْصَبوا لتدبيرها".
° ويقول كثيرًا مِن أمثالِ ذلك ممَّا يثبِث أنَّ الشريعةَ لا صِلَةَ لها بالحياة، وأنها مسألةٌ روحِيَّة بين العبدِ وربِّه، فكيف يُنكِر الأستاذُ ما قالَه للأستاذ أحمد أمين، مدَّعِيًا أن كلمة "روحانية الإسلام" تسرَّبت على لسانِه خطأً، ولم يُرِد مَعْنَاها؟! ولعلَّ الشيطانَ مَن ألقَى في حديثه بتلك الكلمة!!.
الحقُّ الذي لا مِرْيةَ فيه أن الرَّجُلَ يتراجعُ عمَّا قال، وكان عليه أن يكونَ صريحًا في التراجع، دون أن يَلُفَّ تراجُعَه في أقنعةٍ تكشِفُ عمَّا تَسْتُرُ، وحَسبنا منه أن نعرفَ أن رأيَه الأخيرَ بمجلة "رسالة الإسلام"، قد عَصَف بما سَبَق أن زعم!! هذا ما عَنَّ لي ولا أزيدُ". انتهى.
° ونختم بما قال علي عبد الرازق في وصفِه للخلافة بأنها: "خُططٌ دنِيويَّةٌ صِرفة، لا شأنَ للدين بها .. وليس لنا حاجةٌ إليها في أمورِ ديننا ولا دنيانا، ولو شئتُ لقلنا أكبرَ من ذلك، فإنَّما كانت الخلافة -وَلم تَزَلْ- نَكبةً على الإِسلام والمسلمين، ويُنْبوعَ شرٍّ وفساد (١).
* العِلمانيُّون الفاسدون المُفْسِدون وزُبالةُ أذهانهم، هم -والله- من شانِئِي محمد - صلى الله عليه وسلم -:
° يقولُ العَصرانِيُّون العِلمانيُّون الآن أكثَرَ مما قال علي عبد الرازق، ويَدَّعون -وهم أهلُ الفساد المفسِدون- أنهم أصحابُ الفِكِر الديني المستنير، وأهلُ العقول الراجحةِ المواكِبةِ للتطوُّر والرقيِّ .. وتطفحُ أذهانهم بزُبالتِها،
(١) "الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر" (٢/ ٨٣) للدكتور محمد محمد حسين.