للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثالث من السَّنة الثالثة الصادرِ في رمضان ١٣٨٠ هـ الموافق يوليو ١٩٥١ م مقالاً لحضرة صاحب السعادة علي عبد الرازق باشا -كما وصفته المجلة- يقعُ في صفحتيْ ٢٤٦، ٢٤٧ تحت عنوان: "الاجتهادُ في نظر الإِسلام"، وفيه يقول: "قرأت بحْثًا قيِّمًا لصاحب العزَّة الكاتبِ الكبير الأستاذ الدكتور أحمد أمين، جاء في صدره أنه كان يتجادل معي، فقلتُ: إن دواءَ ذلك أن نَرجعَ إلى ما نشرتُه قديمًا مِن أن رسالةَ الإسلام روحيةٌ فقط، ولنا الحقُّ فيما عدا ذلك من مسائلَ ومشاكلَ، وقد وَقَفْتُ أمامَ كلمةِ "رسالة روحانيَّة" ولم تَشَأْ أن تَمُرَّ مِن غيرِ أن تُثيرَ ذكرَى قِصَّةٍ قديمةٍ لهذه الكلمة معي، فقد زَعَم الطاعنون أنني في هذا البحثِ قد جَعَلتُ الشريعةَ الإسلامية شريعةً روحانيةً مَحضةً، ورَتَّبوا على ذلك ما طوَّعت لهم أنفُسُهم أن يَفعلوا .. أمَّا أنا، فقد رَدَدتُ عليهم أنني لم أقُلْ ذلك مطلقًا -لا في هذا الكتاب ولا في غيره-، ولا قلتُ شيئًا يُشْبِهُ ذلك الرأيَ أو يُدانيه، أسوقُ هذا الحديثَ ليذكُرَ الأستاذُ الكبير أن فِكرة "رُوحانية الإسلام" لم تكنُ لي رأيًا يومَ نَشَرتُ البحثَ المشارَ إليه، وأنِّي رفضتُ يومئذٍ رفْضًا باتًّا أن يكون ذلك رأيي".

° قرأت هذا الكلامَ، فزادت حَيرتي؛ لأني أعرفُ أن الرجلَ قد قال هذ الكلامَ بمضمونه إنْ لمْ يكنُ بلفظِه، فكيف يقول: "إنه لم يقُلْ ذلك ولا شيئًا يدانيه؟! " ولو كانَ يُنكر صدورَ كلمة "رُوحانية"، فإن مادَّتها صريحةٌ في قوله في الطبعة الأولى (ص ٦٩) "ولايةُ الرسول على قومه ولايةٌ رُوحية، منشؤُها إيمانُ القلب .. ".

° ويقول (ص ٧٨) من الطبعة الأولى: "والدنيا مِن أوَّلها إلى آخِرِها .. أهون عند الله مِن أن يَبعثَ لها رسولاً، وأهونُ عند رسلِ الله

<<  <  ج: ص:  >  >>