وفي سنة ١٩٦١ م وُضعت أفكارُ "برويز" ومعتقداتُه على مَحَكِّ البحث الإِسلاميِّ أمامَ العلماءِ لِيُفُتوا فيها، ولِيبيِّنوا حُكمَ الإِسلام فيمنَ اعتَنَق هذه الأفكار، وهل تَبقى له صِلةٌ بالإِسلام، أو أنَّ الإِسلامَ بريءٌ منه؟ .. وقد تولَّى إجراءَ هذا الاستفتاء أركانُ المدرسةِ العربيةِ الإِسلاميةِ بـ "كراتشي"، فأفتَى ما لا يَقِلُّ عن ألفِ عالِمٍ من علماءِ الدينِ من باكستانَ والهندِ والشامِ والحجازِ بتكفيرِه وخُروجِه عن رِبْقَةِ الإِسلام.
* فِرَقُ القرآنيِّين المعاصرِة:
يُوجَدُ في الوقتِ الحاضِرِ أربعُ فِرَقٍ من القرآنيِّين، يَجمعُهم أمرانِ:
١ - القولُ بالاقتصار على القرآنِ وحدَه في أمورِ الدنيا والآخرة.
٢ - وأنَّ السُّنةَ النبويَّةَ -على صاحبها أفضل الصلاة والسلام- ليست بِحُجَّةٍ في الدين، فلا مَجالَ لإِقحامِها فيه.
١ - الفرقة الأولى:"فرقة أُمَّتْ مُسلِم أهل الذكر والقرآن":
وهذه الفئةُ هي البقْيةُ الباقيةُ من أصلِ فِرقة "عبد الله" مؤسِّسِ الحركةِ القرآنية، ضَمَّت في تسميتِها حِزْبَه وحِزْبَ الخواجةِ "أحمد الدين"، والواقعُ أنها لا تَمُتُّ إلى فرقة الخواجة بصِلةٍ، وقد وَضَع حَجَرَ أساسِها "محمد رمضان" تلميذُ "عبد الله جكرالوي"، وكان لها نَشاطٌ ملموسٌ أيامَ بانِيها، غيرَ أنها بعدَ وفاته أَخَذت تَضمحِلُّ شيئًا فشيئًا، وهي في طريقها إلى الانقراضِ عاجلاً أو آجلاً، وَينتمي إليها بِضعةُ آلافٍ من البشر، وقلَّما تَعثُرُ على النشءِ الجديدِ في صفوفها.
ولهم مجلةٌ خاصةٌ بهم تَحملُ اسم "بلاغ القرآن"، ولِفِئةِ بلاغِ القرآن