للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* هَذَيان علي عبد الرازق ودَجَلُه:

° يقول علي عبد الرازق: "ولايةُ الرسولِ على قَومِه ولايةٌ رُوحِيَّة، منشؤُها إيمانُ القلبِ وخضوعُه خضوعًا تامًّا يَتبعُه الجِسم، وولايةُ الحاكمِ ولايةٌ مادية تعتمدُ على إخضاعِ الجسم من غيرِ أن يكون له بالقلوب اتصال، تلك ولايَةُ هدايةٍ إلى الله وإرشادٍ إليه، وهذه ولايةُ تدبيرٍ لصالحِ الحياة، وعَمَارِ الأرض، تلك للدِّين، وهذه للدنيا، تلك لله، وهذه للناس، تلك زعامةٌ دينيةٌ، وهذه زعامةٌ سياسية، ويا بُعدَ ما بين السياسة والدِّين" (١).

° ويقول أيضًا: "والدنيا مِن أوَّلها إلى آخِرِها، وجميعُ ما فيها من أغراضٍ وغاياتٍ أهونُ عند الله من أن يُقيمَ على تدبيرها غيرَ ما رُكِّب فينا من عقول، وحَبَانا مِن عواطِفَ وشهوات، وعَلَّمنا من أسماءَ ومسميات، هي أهونُ عند الله من أن يَبعثَ لها رسولاً!! وأهونُ عند رُسُل الله -تعالى- من أن يَشتغِلوا بها، ويَنصَبوا لتدبيرها" (٢).

° وقال: "إنَّ كلَّ ما جاء به الإسلامُ من عقائدَ ومعاملاتٍ وآدابٍ وعقوبات، فإنما هو شرعٌ دينيٌّ خالصٌ لله تعالى، ولمصلحةِ البشرِ الدينيةِ لا غير، وسِيَّانِ بعد ذلك أن تتَّضحَ لنا تلك المصالحُ الدينية أم تَخفى علينا؟ وسِيَّانِ أن يكونَ منها للبشرِ مصلحةٌ مدنيةٌ أم لا؟ فذلك ما لا ينظرُ الشرعُ السماويُّ إليه، ولا ينظر إليه الرسول" (٣)!!.


(١) "الإسلام وأصول الحكم" (ص ٦٩) - الطبعة الأولى.
(٢) "الإسلام وأصول الحكم" (ص ٧٨) - الطبعة الأولى.
(٣) المصدر السابق (ص ٨٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>