حاشا لِوْجهِكَ أن يأتي به القلم
للدكتور: جهاد بني عودة
أقولُ فيكَ ودَمعُ العَينِ يَنسَجِمُ … حَاشى لِوَجهِكَ أن يأتي به القلَمُ
حاشى لِوَجهٍ كَشَمسِ الأرضِ طالِعَةً … أن تَستَقيمَ بإشراقاتِهِ الرُّسُمُ
حَاشى لِشَخصِكَ أن تَغتابَه صُوَرٌ … حَاشى لِذِكركَ أن تَنتابَه التُّهَمُ
كيف استَطابَ يَراعٌ رَسْمَ هَيئَتِهِ … يا ذلكَ الحَدَثُ المَشنوءُ والجُرُمُ
لو كانَ يَعلمُ من قد راحَ يَرسُمُهُ … لقامَ في خَجَلٍ يَذوي ويَنقسِمُ
وقامَ عن كلِّ خَطٍّ منه مُعتَذِرًا … والحزنُ يَعصُرُهُ والسُّخطُ والنَّدَمُ
يُنَزَّهُ الجِسمُ عن وصفٍ وعن صُوَرٍ … تُنَزَّه الرأسُ والأردانُ والقدَمُ
لو كان يَعرفكَ الكُتَّابُ لارتَكَسُوا … وقامَ مُعتَذِرًا عنهم يَراعُهُمُ
لو يُنصِفوكَ لقالوا أنتَ سيِّدَنا … أو يَفهَموكَ أقامُوا الدِّينَ عِندَهُمُ
قد صَنَّفوكَ عَظيمَ الأرضِ واحِدَها … لكنَّهم جَهِلوا مِن بَعدِ ما عَلِموا
يا وَيلَ ما كَسَبت أقلامُهُم هُزُوًا … يا ويلَ ما اكتَسَبَت أيمَانُها العَجَمُ
كَيف استَساغوا بأن يَحووهُ في وَرَقِ … يا قُبحَ ما فعَلوا يا وَيلَ ما رَسَموا
كُلُّ الشَّمائِلِ قامَت تَحتَ صُورَتِهِ … العَزَمُ والفخرُ والإقدامُ والهِمَمُ
ما أظلمَ الغربَ في إفكٍ يَخوضُ بهِ … أيُّ البُغاةِ هُمُ .. أيُّ الجُناةِ هُمُ
يا ويحَكُم أبخَيرِ الخَلقِ لمزَكُمُ … أما وَجَدتُم سوى المَعصومِ ويَلَكُمُ
تخَبَّط الغَربُ من مَسِّ الجُنونِ بهِ … وأوهَنَ الغَربَ في تَخريفِهِ الهَرَمُ
يا سيِّدَ الناسِ قد غالت غوائِلُهُم … فصَوَّركَ بما لا تَقبلُ الشِّيَمُ