للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جَعَل هَدَفَه طُولَ حياتِه أن يُقلِّدَ المسلمون الإِنجليزَ، ويَتْبَعوا حضارةَ الغربِ في كلِّ شيء. وبعد زيارته لبريطانيا (١٨٦٩ م) -التي استمرت سَبْعَةَ عَشَرَ شهرًا، وكان قد نَزَل ضيفًا مبجَّلاً على الأوساط الإِنجليزية "الراقية"، ونال الوِسامَ المَلكِيَّ، ولَقَبَ الشرف-، قابَلَ المَلكةَ ووَلِيَّ العهد، والوزراء الكِبار.

وعاد إلى بلاده وقد أَخَذ على عاتِقِه أن يَفتَح أعينَ المسلمين على عَظَمةِ الحضارة الغربية، ويَشُقَّ لهم طريقًا للاقتباس منها، وكانت وَسيلتُه إلى ذلك التعاوُنِ في المجال السياسيِّ، واستيعابُ علومِ الغَرْبِ في المجالِ الثقافي، وتكييفُ وإعادةُ تأويِل الإِسلام في المجال الفِكريِّ.

* آراء سيد خان:

اعتمد "سيد خان" على مُعطِياتِ العقل، وإيحاءِ الغربيين فيما سماه "تجديدًا عصريًا". فقد اعتبر أن القرآن وحدَه هو الأساسُ لفهم الإِسلام .. ذلك أنه في ضَوءِ الظروفِ الجديدة وتوسُّعِ المعرفةِ الإنسانية، لا يُمكنُ الاعتمادُ في فَهم القرآنِ على التفاسير القديمةِ وَحْدَها، تلك التي اشتَمَلت على كثيرٍ من الخرافات، ولكنْ ينبغي الاعتمادُ على نصِّ القرآن وحدَه (١).

° "وقد هَيَّجَ الرأيَ العامَّ ضدَّه، وزاد في هَياجِ الرأيِ العامِّ المسلمِ وتشديدِ النكير عليه من العلماء -حتى حَكَموا بكفره- لِمَا قَرَّره في تفسيره من أنَّ القرآنَ نَزَل على الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالمعنى فقط، ثم صاغ الرسولُ ألفاظَه من عنده" (٢).


(١) "مفهوم تجديد الدين" بسطامي محمد سعيد (ص ١٢٣) وما بعدها.
(٢) "كفاح المسلمين في تحرير الهند" د. عبد المنعم نمر (ص ٤٤ - ٤٥) - طبعة أولى نشر مكتبة وهبة - القاهرة ١٣٨٤ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>