للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* وا إسلاماه:

في يوم الإِثنين ١٨ من ذي الحجة ١٤٠٠ هـ، الموافق ٢٧ من أكتوبر ١٩٨٠ م صدرت جريدة "أخبار العالم الإِسلامي" التي تُصدِرُها "رابطة العالم الإِسلامي" من مكةَ المكرمة، تَحملُ مانشيتًا رئيسيًّا: "القذافي رأسُ حربةٍ ضدَّ الإِسلام" .. أما الخَمْسَ عَشْرةَ صفحةً التالية من الجريدة، فكانت عبارةً عن مَلَفٍّ صحفيٍّ عن إنكارِه حُجِّيَّةَ السُّنةِ النبويةِ، وادعائِه النبوَّة، وإنكارِه تعدُّدَ الزوجات، وحِجابَ المرأةِ في القرآن، وإلغائِه العملَ بالتاريخِ الهجريِّ، وتأييدِه الاستعمارَ الروسي لأرض أفغانستان، ثم دعوتِه المُصلِّين في صباحِ عيدِ الأضحى من هذا العام إلى تَركِ الحج قائلاً: "فلْيعلمِ المسلمون في كلِّ مكانٍ من العالَم أن مكةَ الآن، والكعبةَ الشريفة -بيتَ الله-، وأن المدينةَ المنوَّرةَ وقَبرَ الرسول، وأن جبلَ عرفاتٍ المقدَّسَ: تَقعُ الآن تحتَ طائلةِ الاحتلالِ الأمريكي، فأيُّ معنًى للحجِّ هذا العامِ أو في الأعوامِ القادمة إذا استمرَّ الاحتلال؟! إنَّ المعنى الوحيدَ هو القتالُ والجهادُ لتحريرِ بيتِ الله، ومَن يُمارِسُ شعائرَ الحجِّ متجاهِلاً هذه الحقيقةَ، إنما هو يُمارسُ عِبادةً ساذجةً ليست هي التي أرادها الله، والآن المسلمون يؤدُّون شعائرَ الحجِّ تحت ظلالِ الطائرات الأمريكية (١)، وعندما يرفعون رؤوسَهم إلى السماء وهم يَدْعُون تَسقُطُ عليهم نفاياتُ وفضلاتُ الطائراتِ الأمريكية، ويعتقدون أنهم سيعودُون وقد غُفرت ذنوبهم وقُضيت حوائجُهم!! ولن تغفرَ الذنوبُ، ولن تُقضى الحوائجُ إلَّا إذا تَحوَّل الحجُّ إلى معركة، وتَحوَّل الدعاءُ للغفرانِ


(١) أي صفقة طائرات التصنت.

<<  <  ج: ص:  >  >>