أطلقُ منه ألفاظًا، وأشد اختصارًا في المعاني، وأبلغ أداءً وعبارةً، وأشكَلُ سَجعًا؛ فإن لم تَرضَوا بذلك، فإنا نُطالبكم بمِثل الذي تطالبونا به".
° ويقول: "وأيمُ الله، وأقسِمُ بالله لو وَجَبَ أن يكونَ كتاب حجةً لكانت كتبُ أصول الهندسة والمجسطي "كتاب الفلك تأليف بطليموس" الذي يؤدِّي إلى معرفةِ حركاتِ الفَلَكِ والكواكب، وكتبُ المنطق، وكتب الطبِّ التي فيها علومُ مصلحةِ الأبدان: أولى بالحُجة ممَّا لا يُفيدُ نَفعًا ولا ضَرًّا، ولا يَكشِفُ مَستورًا" .. "يعني القرآن الكريم".
° ويقول أيضًا: "مَن ذا يَعجِر عن تأليفِ الخرافاتِ بلا بيانٍ ولا برهان إلاَّ دعاوَى أن ذلك حُجَّةٌ؟! وهذا بابٌ إذا دعا إليه الخَصْم سَلَّمناه وتركناه وما قد حَل به من سَكْرةِ الغَفلةِ والهوى، مع أننا نأتيهِ بأفضلَ منه من الشِّعر الجيِّد، والخطَب البليغة، والرسائل البديعة ممَّا هو أفصحُ وأطلقُ وأسجع منه، وهذه معاني تفاضل الكلام في ذاته، فأما تفاضل الكلام على الكتاب، فلأمورٍ كثيرةٍ، فيها منافع كثيرة وليس في القرآن شيءٌ من ذلك الفضل، إنما هو في باب الكلام والقرآن خِلْوٌ من هذه التي ذكرناها".
لولا أن ناقلَ الكفرِ ليس بكافر، ولولا أن كَشفَ ما يفعلُه المستشرقون يستلزم تقديمَ نماذجَ ممَّا يقولون وما يَستنِدون إليه من كتاباتِ الزنادقةِ المسلمين، لَمَا وجدتُ في نفسي الجرأةَ على كتابةِ مثل هذا الكلام السفيه، وتعالى الله عما يصفون.
* قسطا بن لوقا:
ولكن مسيلِمة الكذاب وابنُ المقفع والرازي لم يكونوا وحدَهم،