للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اختار البقاءَ مع السيِّد على الرجْعة مع الوالد" (١).

° لقد اعتلى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - الذِّروةَ الساميةَ في السماحة، بسماحةِ الكريم، وما أحدٌ أرحمَ ممَّن يرحمُ المفتَرين على سُمْعةِ أهلِه وهناءةِ بيتهِ وأمانِ سِربه.

ولقد كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - خيرَ الناس لأهله وزوجاتِه أمهاتِ المؤمنين - رضي الله عنه -.

بأبي هو وأمِّي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين تتسعُ نواحي العظمة، وهو الذي يحملُ همَّ دعوةِ الثقلَيْن إلى الله -عز وجل- .. لا يَشغلُه شأنٌ عن شأنٍ حتى يسابِق زوجاته .. واللهِ، هذه فُتوة الرُّوح قبل فُتوةِ الأوصال.

* الرسولُ - صلى الله عليه وسلم - قُدوةٌ للرجل المهذَّب في كلِّ زمانٍ ومكان:

لقد كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أسلمَ الناسِ طبْعًا، وأحسَنَ الناس ذوْقًا؛ وهُما الخصلتان اللَّتان كان - صلى الله عليه وسلم - قدوةً فيهما لكلِّ رجل مهذَّبِ في كلِّ أمةٍ وفي كلِّ زمان؛ فلم يكن يهفُو في حقِّ أحدٍ، ولم يكن أحدٌ يشكو من مَحضَرِه بإنصاف .. وذلك هو مِلاكُ التهذيبِ الكامل في أصدقِ معانيه.

وخلاصةُ سَمْتِه وآدابِه أنها سماحةٌ في الأنظار، وسَماحةٌ في القلوب؛ فالسماحة هي الكلمةُ الواحدةُ التي تجمعُ هذه الخصالَ من أطرافها، والسماحةُ هي الصفة التي ترقَّتْ في محمد - صلى الله عليه وسلم - إلى ذِروةِ الكمال.

بأبي وأمي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -!!.

ليس للنوع البشريِّ أصلٌ من أصول الفضائل يَرمي إلى مقصِدٍ أسمَى


(١) "عبقرية محمد" للعقاد (ص ٩٠ - ٩٤) بتصرُّف - دار الكتب الحديثة.

<<  <  ج: ص:  >  >>