للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[في نصرة الرسول - صلى الله عليه وسلم -]

لأحمد محمد سعد

أمْطِرِينا يا سماءَ الله جَمْرًا … واحرقي الإحْسَاسَ مِنَّا قَدْ تَبَلَّدْ

وارْجُمِينا يا جبالَ الأرضِ صَخْرًا … وارجُمِي مِنَّا لِسَانًا قَدْ تَجَمَّدْ

كيف يَهْنِينَا الطعامُ وقد صُرِعْنَا … واستُبيح القُدْسُ والصَّرْحُ المُمَرَّدْ

كيف يُنْعِشُنَا النَّسيمُ وقدْ سَمِعْنا … مَن بأرضِ الكُفْرِ يَسْخَرُ مِن مُحَمَّدْ

أيُّ ضَيْمٍ فَاقَ ضَيمَ النَّاسَ طُرًّا … أيُّ كفْر صَارَ يُحْمَى أَوْ يُمَجَّدْ؟!

ألفُ مليونٍ بِلا وَزْنٍ تَرَانا … ما ترى فينا صَلِيلاً يَتَردَّدْ

يَدْفَع الباغينَ عَنْ عِرْضِ نَبِيٍّ … نُورُه يَهْدِي إلى الخَيْر المُسدَّدْ

جاءَ للدُّنْيا فأشْرَقَ في رُبَاها … فاسْتَقَتْ مِنْه الهُدَى دَومًا لِتَسْعدْ

أدَّبَ الشِّرْكَ وأَرْدَاهُ طَرِيدًا … دونَ مَأوَى في البراري يتَشَرَّدْ

عَلَّمَ الناسَ السعادةَ كَيْفَ تُهْدَى … لفقيرٍ مِن لَظَى الفَقْرِ مُهَدَّدْ

وَسَرى في رُوحِنا يَرْوِي قُلُوبًا … مِن ظَلامِ الكُفْرِ والإجرامِ جَلْمَدْ

يومُ مَكَةَ في رُؤَى التاريخِ يَومٌ … رحمةُ الهادي الحبيب بِه تُجَدَّدْ

حينَ قالَ لمَن بَغْى يَوْمًا قريبًا … "أنتمُ الطلَقَاءُ" في الأَرض تُرَدَّدْ

يا بلادَ اللهِ هَلْ شاهدتِ يَوْمًا … في جبينِ الدَّهْرِ إِنسانًا كأحْمَدْ؟!

مَنْ تَبَارى فيه أهلُ الحُبِّ جَمْعًا … عِشْقُه للصَّبِّ أَمْجادٌ وسُؤْدُدْ

حِينَ تَنْسَى الرُّوحُ أنَ الحُبَّ يَرْوِي … نَسْتَقِي مِن حُبِّه حبًّا يُمَدَّدْ

والليالي في مَحَبَّتِهِ ضِياءٌ … والضياءُ بِحُبِّه خُلْدٌ وَسَرْمَدْ

يا نَبِيًّا شَلَّ كُلُّ الَجِسمِ مني … إن سَكَتُّ على الَإساءةِ يا مُحَمَّدْ!

<<  <  ج: ص:  >  >>