وطَيشٍ، وكان يَحضرُ مجلسَ ابنِ طالبٍ لِمناظرةِ الفقهِ، فقِيل: إنه كان يُزرِي به، ويتضاحكُ بأمره، ونَمَتْ عنه أمورٌ منكَرة، فانتهى ذلك إلى ابنِ طالب، فطَلَبه وحَبَسه، وشَهِد عليه أكثرُ من مِئتينِ بالاستهزاء بالله وبكتابِ الله وأنبيائِه وبنبيِّنا - صلى الله عليه وسلم - .. قيل: وكان منهم ثلاثون عدلاً.
فجَلَس له ابنُ طالب، وأحضَرَ العلماءَ -يحيى بنَ عُمرَ وغيرَه-، وأُمَر بقَتله، فطُعِن بسكِّينٍ في حَنجرته، وصلِب مُنَكَّسًا، ثم أُنزِل بعد ذلك، وأُحرِق بالنار.
وحكى بعضُهم أنَّه لَما رُفِعت خَشبتُه، وزالت عنه الأيدي استدارت وتحوَّلتْ عن القِبلةِ، فكانت آيةً للجميع، فكَبَّر الناس، وجاء كَلبٌ فوَلَغ في دَمِه، فقال يحيى بنُ عمر: صَدَق رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - .. وأسند حَديثًا عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:"لا يَلِغُ الكلبُ في دَمِ المُسْلم" .. " (١).